هَبِيني يا مُعَذّبَتِي أَسَأْتُ

والثالث عشر: تعَلّم، ومعناها معنى اعلم، ولا تسعمل إلا هكذا على صيغة الأمر، فهى من الأفعال غير المتصرفة كَهَبْ المذكورة آنفا. وسيأتى تنبيهُ الناظم عليها، قال عمرو بن معد يكرب:

تَعَلّم أَنّ خير الناسُ طرّا

قَتيلٌ بين أحجار الكُلَابِ

هذا تمام الأفعال التى ذكر، وظهر منه أن لا زائد عليها؛ إذ لم يَقُلْ: مثل كذا أو ككذا، أو يذكرها ثم يقول آخرًا: وما كان نحوها. وهذ الظاهر منازَعٌ فيه؛ إذ قد ذكر هو وغيره ما هو أكثر/ من هذا، فممّا ذكر في التسهيل: ألفى، بمعنى وجد، وأنشد عليه قول الشاعر:

قد جَرّبوه فألفَوْه المغيث إذا

ما الرّوْعُ عَمّ فَلَا يُلْوَى عَلَى أحَدِ

ومن ذلك: سمع المعلقة بَعْينٍ، نحوُ قولِكَ: سمعتُ زيدًا يقول كذا، إلا أنّ ثانى مفعوليهما لا يكون إلا فعلًا، ومنه قوله تعالى: {قَالُوا: سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ}؛ فإن لم تتعلّق بعين اقتُصِر بها على مفعولٍ واحدٍ فلم تطلبْ غيره، كقوله تعالى: {إِنْ تَدْعُوهُم لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ}.

ومما ذكر غَيرُه: عَرَفَ، تكون بمعنى علم، فتقول: عرفت زيدًا أخاك، كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015