علمتُ أن لا عالم إلا زيد. وفي القرآن الكريم: {وَأَنْ لا إِلَه إِلّا هُوَ، فَهَلْ أنتُمْ مُسْلِمونَ}. وقل لبيد بن ربيعة:

فَقُولا لَهُ -إِنْ كانَ يُقسِمُ أمره-:

أَلَمّا يَعَظْكَ الدّهْرُ، أُمُّكَ هَابِلُ

فَتَعْلَم أَنْ لَا أَنْتَ مُدْرِكَ ما مَضَى

وَلَا أَنْتَ مِمّا تَحْذَرُ النفسُ زائُل

وأنشد ابنُ خروف لكُثَيِّر:

لِتَعْلَم عِنْد الغَيْبِ أَنْ لا مُقَصِّرٌ

وهو شهيرٌ، فكيف هذا؟

الجواب: أن الناظم لم يشترط هنا الولاية لأنْ، وإنما ذكر أنك تجعلُ الجملة بعدها قطّ، من غير شرطٍ؛ فإنما زطلق العبارة توطئةً لما يذكُره بعدُ من اشتراطِ الفعلِ في الأحسن/ إذا كانت الجملة فعلية، يفهم له من مجموع العبارتين أن الجملة الفعلية يشترط فيها الفصلُ في الأمر الأرجح، بخلاف الجملة الاسمية يشترط فيها ذلك.

فإن قيل: من أين تعَيَّن أن يكون المراد بالجملة في قولهم: «والخَبَر اجعَلْ جُمْلَةً». الجملة الاسمية، يقيّدها بذلك؟

فالجواب: أن الذى يُبيِّن ذلك من كلامه مَوْرِدُ التقسيم؛ إذ قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015