لَقَد عَلِم الضّيفُ والمُرْمِلُونَ
إِذّا اغْبرّ أُفْقٌ وَهَبّتْ شَمَالَا
وَخَلّتْ عَنْ أولادِها المرضِعاتُ
ولم تَرَ عَيْنٌ لِمُزْنٍ بِلَالًا
بأَنّكَ الرّبيِعُ وغيثٌ مَرِيعٌ
وقِدْمًا هُنَاك تكُونُ الثّمالَا
وهذا تكنّ لم يُبَيّن ما هو؟ وكان أولى به أن يبيّنه، ولكن لم يحنج إلى ذلك، بناءً على أنه لا يتعيّن ما هو، إذ لا يلزمُ أن يكون ضمير الشأن لإمكان عوده على حاضر أو غائب معلوم. وإلى هذا ذهب في شرح التسهيل، واحتجّ لذلك بكلام سيبويه إذ قال في قوله تعالى: {وآخرُ دَعْوَاهُم أَنِ الحمدُ لِله رَبِّ العَالَمِينَ}: «هوَ على قوله: أنه الحمد لله». ثم قال: «ومثل ذلك: {وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبراهيمُ، قَدْ صَدّقْتَ الرُّؤْيا}، كأنه جَلّ وعزّ قال: وناديناه أَنّك قد صدّقت الرُّؤْيا يا إبراهيم. قال: وإذا قلت: أرسل إليه أَنْ ما أنتَ وذا؟ فَهِىَ عَلى أَىْ». قال: «وإن أدخلتَ الباءَ على أَنّك وأنه فكأنه يقول: أرسلْ إليه بأنّك ما أنت وذا جاز». وله مثل ذلك في باب هذا الباب، والجمع مذكور في أبواب إن وأنّ