فإطلاقُ الناظم مشكلٌ، ولا أجدُ الآن جوابًا عنه، وليس كلُّ داءٍ يعالجه الطبيب.
ثم أخذ في فصلٍ آخر فقال:
وَجَائِزٌ رَفْعُكَ مَعْطُوفًا عَلَى
مَنصُوبِ «إنّ» بَعْدَ أَن يَسْتَكْمِلَا
وَأُلْحِقَتْ بِإنّ لكنّ وَأَنْ
مِنْ دُونِ لَيْتَ وَلَعَلّ وكَأَنْ
هذه مسالة العطف على موضع إنّ، وتفصيل القول فيها على ما ارتضَى كم مذهب البصريين، وذلك أن العطف على اسم إنّ قد يكون باعتبار اللفظ، وقد يكون باعتبار الموضع؛ فاعتبار اللفظ جاز على الإطلاق سواءً أجاء المعطوف بعد الخبر أم قبله، فمثال مجيئه قبل الخبر قولك: إنّ زيدًا وعَمرا فى الدار، وفى القرآن الكريم: {إِنّ المُسْلِمينَ وَالمُسْلِمَاتِ، والمُؤْمِنِيِنَ والمُؤْمِنَاتِ والقَانِتِينَ والقَانتاتِ} / إلى آخر الآية. ومثالُ مجيئِهِ بعد الخبر قولُك: إِنّ زيدًا فى الدار وعمرًا، وقرأ ابن أبى إسحاق وعيسى بن عُمَر: {أَنّ الله بَرِئٌ مِنَ المُشْرِكينَ وَرَسُوله}، بالنصب. وأنشد سيبويه لرؤبة: