من المُعَلِقَات اللام، فإذا قلت: ظننت زيداً قائماً، ظن نصبت لفظاً، ظننت لزيد قائم، اللام لام الابتداء، زيد مبتدأ وقائم خبر، والجملة من المبتدئ والخبر في محل نصب مفعولي ظننت، لماذا وجه النصب إلى المحل دون اللفظ؟ لوجود اللام -لام الابتداء-.
إذاً اللام تكون داخلة على الاسم الأول.
اعْلَمْ (لَإِنَّهُ) هذا الأصل، لكن لا يجتمع مؤكدان، فزحلقت اللام.
لَذُو تُقَى: أصل اللام هذه مزحلقة ليست اللام داخلة على الخبر، فحينئذٍ صارت هذه اللام معلِّقة، فإذا علقت جملة كانت مصدرة بـ (إن) وجب كسرها، وَكَسَرُوا أيضاً مِنْ بَعْدِ فِعْلٍ عُلِّقَا بِالَّلاَمِ -لام الابتداء فقط لا غيرها- كَاعْلَمْ إِنَّهُ لَذُو تُقَى.
قال أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب وقد علق عنها باللام نحو: (علمت إن زيداً لقائمٌ) وسنبين هذا في باب ظن، فإن لم يكن في خبرها اللام فتحت نحو: علمت أن زيداً قائم.
إذاً هذه المواضع الستة يجب فيها كسر همزة (إن)، زاد المصنف: إذا وقعت بعد (ألا) الاستفتاحية، أُوُرِدَ على المصنف، -وهل هذا يرد عليه-؟ لا، لماذا؟ لأنها داخلة في قوله: فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا.
كذلك أورد عليه: إذا وقعت بعد حيث، هل يرد عليه؟ لا يرد عليه، وإنما هي داخلة في قوله: فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا.
إذا وقعت في جملة هي خبر عن اسم عين (زيد إنه قائم) يرد عليه؟ لا يرد عليه؛ لأنها داخلة في قوله: فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا.
فقوله: فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا يشمل الابتداء الحقيقي والابتداء الحكمي، ولذلك قال: ولا يرد عليه شيء من هذه المواضع لدخولها تحت قوله: فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا؛ لأن هذه إنما كسرت لكونها أول جملة مبتدئٍ بها.
كذلك الصفة: مررت برجل إنه فاضل، يجب كسر همزة (إن) في هذا الموضع، أو لـ (إذ)، جئتك إذ إن زيداً أمير).
ثم قال من بعد: بَعْدَ إِذَا فُجَاءَةٍ أوْ قَسَمِ.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ... !!!