ألا تضاف ويذكر صدر صلتها، حينئذٍ نقول: (أيُّ) تأتي مبنية فيما إذا لم تكن من هذه الأحوال الثلاثة وهي: فيما إذا لم تضف مع حذف صدر الصلة، لم تضف: (أَيُّهُمْ قَائِمٌ)، (أَيُّهُمْ) إذا لم تضف -مدة عدم إضافتها مع حذف صدر صلتها-، يعني: (أيٌّ قَآئِمٌ)، هذا حذفت الصلة وحذف صدر الصلة، نقول: في هذه الحالة معربة.

أن تضاف ويذكر صدر الصلة: (أَيُّهُمْ هُوَ قَائِمٌ)، نقول: في هذه الحالة معربة.

ألا تضاف ويذكر صدر صلتها: يعجبني (أَيُّ هُوَ قَائِمٌ)، نقول: في هذه الحالة هي معربة. ماذا بقي من التقسيم العقلي؟

أن تضاف ولا يذكر صدر صلتها. هذه الحالة هي التي عناها الناظم بالنفي في النطق بقوله: ...

مَا لَمْ تُضَفْ ... وَصَدْرُ وَصْلِهَا ضَمِيرٌ انْحَذَفْ

يعني: َأُعْرِبَتْ (أيٌّ) مدة عدم إضافتها مع حذف صدر صلتها، فحينئذٍ إن أضيفت وحذف صدر صلتها بنيت على الضم، وهذا مأخوذ بالمفهوم. المنطوق دل على ماذا؟ دل على الإعراب، ولذلك إذا بدأت بالمفهوم سلمت في شرح البيت، وإذا بدأت بالمنطوق تتعب، يعني: الآن قال: ...

مَا لَمْ تُضَفْ ... وَصَدْرُ وَصْلِهَا ضَمِيرٌ انْحَذَفْ

مفهومه: إن لَمْ تُضَفْ مع حذف صدر الصلة حينئذٍ تكون مبنية، فهو نص بالنطق على المعرب وبالمفهوم على المبني. إذاً: أيٌّ كَمَا وَأُعْرِبَتْ مَا لَمْ تُضَفْ: ما هذه ظرفية. مدة عدم إضافتها. فحينئذٍ إذا أضيفت انتفى الشرط الأول .. مدة عدم إضافتها مع حذف صدر صلتها، في هذه الحالة نقول: (أيٌّ مبنية)، وقد جاء النص بها في قوله تعالى: ((أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا)) [مريم:69] (أيُّ) أضيفت إلى الهاء إذاً مضافة، وأشد: هذا خبر مبتدأ محذوف، حذف صدر الصلة وهو قوله: (هو)، (أيهم هو أشد).

إذاً: في هذه الحالة الوحيدة الرابعة هي التي نحكم على أيٍّ بأنها مبنية وهي متى؟ إذا أضيفت وحذف صدر صلتها، نحفظ المثال: (أَيُّهُمْ أَشَدُّ)، يعني: (أيهم هو أشد).

في هذه الأحوال الثلاث تكون معربة بالحركات الثلاث. يعجبني (أَيُّهُمْ هُوَ قَائِمٌ)، ورأيت (أَيَّهُمْ هُوَ قَائِمٌ)، ومررت (بأيِّهِم هُوَ قَائِمٌ)، وكذلك (أَيُّ قَائِمٌ)، إلى آخر الأمثلة التي ذكرها ابن عقيل، حينئذٍ (أَيٌّ)، تأتي مبنية موصولة عند سيبيويه وجماعة من البصريين إذا اجتمع فيها أمران: أن تكون مضافة لفظاً. هذا شرط.

أن يكون صدر صلتها محذوف.

واشترطوا في العامل فيها -في (أيّ) الموصولة- شرطين:

أن يكون مدلوله الزمان المستقبل، يعني: (يُعْجِبُنِي)، ما تقدر: (أعْجَبَنِي أَيُّهُمْ قَائِمٌ)، (يُعْجِبُنِي)، أما بالفعل الماضي فلا، لا يصح.

أن يكون مدلوله الزمان المستقبل.

الثاني: أن يقدم عليها في الكلام فلا يتأخر، ولذا قيل للكسائي: لم لا يجوز: (أعجبني أيُّهُمْ قَامَ)؟ لم لا يجوز: (أعجبني) -جاء بالفعل بالماضي- (أيُّهُمْ قَامَ)؟ فقال: (أيٌّ) كذا خلقت. يعني هكذا وضعت، حينئذٍ لا نبحث ولا نسأل.

أيُّ كما: إذاً عرفنا مفهوم البيت ومنطوقه: (أيٌّ كما).

وَأُعْرِبَتْ: في ثلاثة أحوال، وبنيت في حالة واحدة لأنها بالتعبير التقسيم العقلي أربعة أقسام على ما ذكره الشارح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015