والتي: يقال فيها (اللتان) بزيادة الألف والنون، والياء: أي ياء؟ (أل) هنا للعهد، أي ياء؟ ياء (الذي) وياء (التي)، قلنا الذي مختوم بياء ساكنة، والتي مختوم بياء ساكنة، حينئذٍ قال:

وَالْيَا إذَا ثُنِّيا -الذي والتي- لا تُثْبِتِ: لا تثبتها بل احذفها، لماذا؟ إذا قلت (الذي) ثم جئت بالألف في حالة الرفع والنون، حينئذٍ التقى الساكنان، الياء والألف، فوجب حذف الياء، لالتقاء الساكنين، تخلصاً من التقاء الساكنين، وقلت: اللذان.

والتي: كذلك نقول: جئت بالألف والنون فالتقى ساكنان، الياء ساكنة والألف، فحذفت الياء، فقلت: اللتان.

وَالْيَا إذَا مَاثُنِّيا لا تُثْبِتِ.

بَلْ مَا تَلِيهِ: الذي تليه الياءُ، وهو الذال أو التاء.

أَوْلِهِ الْعَلاَمَهْ: أتبعه بالعلامة وهي الألف رفعاً والياء نصباً وجراً.

إذاً بين لنا أن هذه الياء في الذي والتي أنها لا تثبت عند التثنية مطلقاً، لا في حالة الرفع، ولا في حالة النصب، بل تأتي بالعلامة، علامة التثنية، وتلحقها بالذال، من الذي، وبالتاء من التي، فتقول: اللذان، واللتان، واللذين واللتين.

الياء: مفعول مقدم، لقوله:

لا تُثْبِتِ: لا تُثْبِتِ الياء إذا ما ثنيَ.

يا طالباً خُذ فائدة ... ما بعد إذا زائدة

إذا وقعت ما بعد إذا احكم عليها أنها زائدة لإفادة التوكيد، ((وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)) [الشورى:37] ((وَإِذَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ))، لو قلت على أصلها وهي نافية ((مَا غَضِبُوا يَغْفِرُونَ)) عند عدم الغضب يغفرون، ليس هذا المُراد، وإنما المراد أن (ما) هذه زائدة، يعني: التأكيد، أنهم عند الغضب تحصل منهم المغفرة، لكن هذا مُقيد ((فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ)) [الشورى:40] ليس دائماً.

بل والياء: مفعول مقدم، منهما: يعني من الذي والتي إذا ثنيا، وكذا إذا جمعا، ليس الحكم خاصاً بالتثنية، بل حتى الجمع، وكذا إذا جُمعا ولم يذكره المُصنف هنا نص على التثنية فحسب، إحالة على قوله: جَمْعُ الَّذِي الأُلَى، سيأتي بيانه.

ولأن سقوط الياء إذا جُمع على قياس جمع المنقوص، كالقاضين، فلا حاجة لذكره، يعني: جاء على القياس، بخلاف الذي والتي، فالتثنية ليست على القياس.

الياء إذا ما ثُنيا: إذا ثني حقيقة أو أُتي بهما على صورة المثنى، الناظم هنا أطلق قال: (ثُنيَ) يعني: حصل للفظ تثنية، فصار مثنى، حينئذٍ هل هو مثنى حقيقة، أم أنه على صورة المثنى، إذا قلنا: مثنى حقيقة، معناه أنه مُعرب، وليس بمبني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015