السبب الثالث الذي ذكره في التسهيل: مشابهته له في الجمود، يعني: أشبه الضمير الحرف في الجمود فلا يتصرف في لفظه بوجه من الوجوه، حتى بالتصغير ولا بأن يوصف أو يوصف به، وهو الذي ذكره ابن عقيل هنا قال: المضمرات كلها مبنية لشبهها بالحروف في الجمود ولذلك لا تصغر ولا تثنى ولا تجمع، وهذا خالف ما ذكره السبب السابق كالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا.

الرابع: الاستغناء عن الإعراب باختلاف صيغه لاختلاف معانيه يعني: الضمائر تختلف معانيها، قد يكون الضمير لا يكون إلا في محل رفع، وقد يكون لا يأتي إلا في محل جر أو نصب، حينئذٍ اكتُفي بصيغته التي ينطق بها -من كافٍ أو تاءٍ أو نحوِ ذلك- اكتُفي بها عن أن يكون له شيء من الإعراب الظاهر، الاستغناء: ضمائر استغنت عن الإعراب، استغنت عن الإعراب باختلاف صيغه لاختلاف معانيه، فالصيغة هي التي تدل على أنه في محل رفع أو في محل نصب أو في محل جر.

وَكُلّ مُضْمَرٍ لَهُ الْبِنَا يَجِبْ

انتهى كلامه إلى هنا.

ثم قال:

وَلَفْظُ مَاجُرَّ كَلِفظِ مَانُصِبْ

لِلرَّفْعِ وَالنَّصبِ وَجَرٍّ نَا صَلَحْ ... ............................................ ...

كَاعْرِفْ بِنَا فَإنَّنَا نِلْنَا الْمِنَحْ

وَأَلِفٌ وَالوَاوُ وَالنُّونُ لِمَا ... غاَبَ وَغَيْرِهِ كَقَامَا واعْلَمَا

أراد بهذه الأبيات أن يقسم لنا الضمير المتصل،- لا زال الحديث في الضمير المتصل- ولكن فصل بينه وبين ما سبق بقوله: وَكُلّ مُضْمَرٍ لَهُ الْبِنَا يَجِبْ

ولذلك أعله الصبان بقوله: لو قدمه أو أخره وهذا صحيح.

وَلَفْظُ مَاجُرَّ كَلْفظِ مَانُصِبْ.

قلنا: أراد تقسيم الضمير المتصل بحسب مواقع الإعراب إلى ثلاثة أقسام نذكرها ثم نأتي للأبيات.

ينقسم الضمير المتصل بحسب مواقع الإعراب إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: ما يختص بمحل الرفع، يعني: لا يأتي في محل نصب ولا في محل جر.

هل يأتي في محل جزم؟ لا لأنه اسم والجزم ليس له مدخل في الاسم.

ما يختص بمحل الرفع وهو خمسة ضمائر:

التاء: كـ: قمت، وهذا مختص بالرفع، إذا رأيت التاء قمت تعرف أنها فاعل بالصيغة نفسها.

الثاني الألف: كـ: قام.

الثالث الواو: كـ: قاموا.

الرابع النون: كـ: قمن.

وهذه أشار إليها بقوله: وَأَلِفٌ وَالوَاوُ وَالنُّونُ

ذكر ثلاثة وبقي عليه اثنان وهما: التاء وياء المخاطبة كـ: قومي، هذه خمسة، الثلاثة التي ذكرها الناظم:

وَأَلِفٌ: ألف الاثنين: كـ: قاما.

وَالوَاوُ: كـ: قوموا.

وَالنُّونُ: كـ: قمن-نون النسوة-.

بقي عليه اثنان: التاء كـ: قمت.

وياء المخاطبة كـ: قومي.

هذه خمسة مختصة بمحل الرفع.

الثاني: ما هو مشترك بين محل النصب والجر، وهو الذي أشار إليه بقوله:

وَلَفْظُ مَاجُرَّ كَلْفظِ مَانُصِبْ

اشترك بينهما، يأتي في محل نصب تارة، ويأتي في محل جر تارة أخرى، وهو ثلاثة يعني: لا يأتي في محل رفع، ما هو مشترك بين محل النصب والجر فقط وهو ثلاثة:

ياء المتكلم: ((رَبِّي أَكْرَمَنِ)) [الفجر:15]، رَبِّي: الياء هذه ياء متكلم، اسم أم حرف؟ اسم باتفاق إلا أحد الدكاترة يقول حرف، لا خلاف بين أهل النحو أنها اسم ضمير، وبعض الدكاترة يقول حرف.

((رَبِّي أَكْرَمَنِ))

طور بواسطة نورين ميديا © 2015