(وَنَحْوُ نُيَّامٍ) (نَحْوُ) هذا مبتدأ وهو مضاف، و (نُيَّام) مضافٌ إليه، (شُذُوذُهُ) أي: (نُيَّام)، (نُمِي) يعني: نُسِبَ إلى الشُّذوذ، (شُذُوذُهُ) هذا مبتدأ، و (نُمِي) مُغيَّر الصيغة، ونائب الفاعل يعود إلى الشذوذ، (نُمِيَّ إلى الشذوذ) يعني: نُسِبَ إلى الشُّذوذ، والجملة خبر المبتدأ الأول (نَحْوُ) ..
نَحْوُ نُيَّامٍ شُذُوذُهُ نُمِي.
إذاً: (نُيَّم) (فُعَّلْ) و (فُعَّالْ) نقول: (فُعَّل) هذا جاز فيه الوجهان، وأمَّا (فُعَّال) بالألف هذا تصحيحه واجب.
إذاً خلاصة هذا البحث أن نقول: النَّاظم رحمه الله ذكر الإعلال بالنَّقل، وذكر له عِدَّة مسائل:
الأول: أن يكون الحرف المُعتل عيناً لفعلٍ، الذي عناه بقوله:
لِسَاكِنٍ صَحَّ انْقُلِ التَّحْرِيكَ مِنْ ... ذِي لِينٍ آتٍ عَيْنَ فِعْلٍ كَأَبِنْ
بالشُّروط التي ذكرها:
مَا لَمْ يَكُنْ فِعْلَ تَعَجُّبٍ .. الخ.
المسألة الثانية التي يحصل فيها إعلالٌ بالنَّقل: الاسم الذي أشبه المضارع بشرطه: إمَّا في الوزن فقط، أو في الزِّيادة فقط.
المسألة الثالثة: التي هي (أَلِفَ الإِفْعَالِ)، وأمَّا (مِفْعَل) إن جعلناه استثناءً مِمَّا سبق لكونه أشبه الفعل في الوزن، فحينئذٍ يكون استدراكاً، ولو جعلناه مسألة مُستقِلَّة لا إشكال، إذاً: يُسْتَثْنَى (مِفْعَل).
وَأَلِفَ الإِفْعَالِ وَاسْتِفْعَالِ ..
كذلك يدخله الإعلال بالنَّقل، ثُمَّ يتبعه الحذف وهو حذف العين، ثُمَّ ما كان على وزن (مَفْعُول) مِمَّا يُصَاغ من الفعل المُعتلِّ العين، ثُمَّ ذكر (الْفُعُولُ) وذكر (فُعَّلْ)، هذه كلها مِمَّا يدخله الإعلال بالنَّقل.
ثُمَّ قال: (فَصْلٌ).
ذُو اللِّينِ فَاتَا فِي افْتِعَالٍ أُبْدِلاَ ... وَشَذَّ فِي ذِي الْهَمْزِ نَحْوُ ائْتَكَلاَ
الفصل هذا في إبدال التاء من الواو والياء، قد تُبْدَل الواو تاءً أو الياء تاءً، وهذا: إذا وقعت الفاء حرفاً؛ إمَّا واواً وإمَّا ياءً في صيغة الـ: (افْتِعَالٍ)، كُلُّ ما كان من (افْتَعَل) و (الافْتِعَالٍ) وفروع هذا الوزن، إذا وقعت الفاء واواً أو لاماً حينئذٍ وجب قلب الواو أو الياء تاءً.
(ذُو اللِّينِ) الذي هو الواو والياء، (فَاتَا) فتى، (ذُو اللِّينِ فَاتَا فِي افْتِعَالٍ أُبْدِلاَ)، ما إعراب (ذُو اللِّينِ)؟ (ذُو) مبتدأ وهو مضاف، و (اللِّين) مضاف إليه، (فَاتَا) الفاء مضاف، و (تَا) مضاف إليه، الفاء حالٌ من ماذا؟
(ذُو اللِّينِ أُبْدِل فَاتَا فِي افْتِعَالٍ) إذا قلت: مبتدأ وقلت الخبر تعرف مباشرة الإعراب، (أُبْدِلاَ) هذا فعل ماضي مُغيَّر الصيغة، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على (ذُو) .. (ذُو اللِّينِ) والألف هذه للإطلاق، (ذُو اللِّينِ أُبْدِلاَ فاءً) هنا قصره للضرورة، حال من الضمير المستتر في (أُبْدِلاَ)، أُبْدِلَ فاءً: حال كونه فاءً، (تَا فِي افْتِعَالٍ) مفعول به، الفاء عرفنا أنها حال من الضمير المستتر في (أُبْدِلا)، و (تَاءً) بالنَّصب، أيضاً قصره للضرورة، مفعول ثاني لـ: (أُبْدِلاَ)؛ لأن (أُبْدِلاَ) يَتَعدَّى إلى اثنين، الضمير المستتر هو المفعول الأول نائب فاعل، والثاني (تَا)، (فِي افْتِعَالٍ) جار ومجرور مُتعلَّق بقوله: (أُبْدِلاَ).