"وإن كان مُعتلاً بالواو فالأجود التَّصحيح، مع جواز الإعلال، إن لم يكن الفعل على (فَعِلْ) نحو: مَعْدُوٌّ، من: عدا، ولهذا قال المصنف: (مِنْ نَحْوِ عَدَا)، ومنهم من يُعِل فيقول: مَعْدِيٌّ، فإن كان الواوي على (فَعِلْ)، فالصَّحيح الإعلال نحو: مَرْضِي، من: رَضِيَ، قال الله تعالى: ((ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)) [الفجر:28] والتَّصحيح قليل نحو: مَرْضُوٌّ".

إذاً: يجوز فيه الوجهان مُطلقاً، ولذلك النَّاظم هنا أطلق قال: (مِنْ نَحْوِ عَدَا) سواءٌ كان على وزن (فَعَلَ) أو (فَعِلَ)، والشَّارح خَصَّه بـ: (فَعَلَ)، وأمَّا (فَعِلْ) فقال: " فإن كان الواو على (فَعِل) فالصَّحيح الإعلال والتَّصحيح قليل " ولكن النَّاظم أطلق.

إذاً:

وَصَحِّحِ الْمَفْعُولَ مِنْ نَحْوِ عَدَا ..

إذا بنيت (مِنْ نَحْوِ عَدَا) ثلاثي واوي اللام على وزن (مَفْعُول) فلك فيه وجهان: التَّصحيح وهو الأجود، والإعلال وهو دونه.

كَذَاكَ ذَا وَجْهَيْنِ جَا الْفُعُولُ مِنْ ... ذِي الْوَاوِ لاَمَ جَمْعٍ أَوْ فَرْدٍ يَعِنّْ

(الْفُعُولُ) بِضَمِّ الفاء والعين، إذا بُنِي (مِنْ ذِي الْوَاوِ) جاز فيه الوجهان: إمَّا التَّصحيح وإمَّا الإعلال، يعني: يجوز هذا ويجوز ذاك، وَسَوَّى بينهما النَّاظم .. في الظَّاهر هنا، وإن رجَّح في (الكافية) التفريق بينهما، الإعلال أجود من التَّصحيح في الجمع، وإن كان مفرداً جاز فيه وجهان: الإعلال والتَّصحيح، والتَّصحيح أجود.

(كَذَاكَ ذَا وَجْهَيْنِ) وهما: الإعلال والتَّصحيح، (جَا الْفُعُولُ) إذا بنيت وزن (فُعُولُ) من (مِنْ ذِي الْوَاوِ) ففيه وجهان: الإعلال والتَّصحيح، سواءٌ كان (فُعُولُ) جمعاً أو مفرداً، إذا بُنِي اسمٌ على (فُعُولُ)، فإن كان جمعاً وكانت لامه واواً جاز فيه وجهان: التَّصحيح والإعلال، نحو: عُصِيٍّ وَدُلِيٍّ، في جمع: عَصَا وَدَلْوٌ، وَأُبُوٌّ وَنُجُوٌّ، جمع: أَبٍ وَنَجْوٍ، والإعلال أجود من التَّصحيح في الجمع.

إذاً: الجمع يجوز فيه الوجهان، والإعلال أجود، وإن كان مفرداً جاز فيه وجهان: الإعلال والتَّصحيح، والتَّصحيح أجود نحو: علا عُلُوَّاً، وَعَتَا عُتُوَّاً، هذا تصحيح أو إعلال؟ يقول: والتَّصحيح أجود نحو: عَلا عُلُوَّاً، إذاً: (فُعُولُ) .. (عُلُوٌّ) (فُعُولٌ) حينئذٍ هذا تصحيح وليس بإعلال، وَعَتَا عُتُوَّاً، ويقل الإعلال نحو: قَسَا قِسِيَّاً، لو قال: عَلا عِلِيَّاً وَعَتَا عِتِيَّاً، هذا إعلالٌ وأمَّا: عُتَوَّاً وَعُلُوَّاً، نقول: هذا تصحيح له، قَسَا قِسِيَّاً، أي: قَسْوَةً.

إذاً: ما كان على وزن (الْفُعُولُ) سواءٌ كان جمعاً أو فرداً النَّاظم أطلق هنا، فسوَّى بينهما ولم يُرَجِّح هنا، فَجَوَّز فيهما الوجهان على السَّواء، لكن الشَّارح هنا فَصَّل، والنَّاظم نفسه في (الكافية) فَصَّل، ولذلك قال:

وَرَجِّحِ الإِعْلَالَ فِي الجَمْعِ وَفِي ... مُفْرَدٍ التَّصْحِيْحُ أَوْلَى مَا قُفِي

على ما ذكره الشَّارح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015