يعني: قلب الواو ياءً، وُجِدَت فيه الشروط السابقة الأربعة في (عَوِرَ)، لكن منع منه مانع: وهو كونه على وزن (فَعِلَ)، فكونه على وزن (فَعِلَ) هذا مانع، وإذا قلنا: هو شرط، فرقٌ بين الشَّرط والمانع، لكن النتيجة واحدة، إذا قلنا: شرط، حينئذٍ: ألاَّ يصحُّ أن يُقَال: بأن الواو في (عَوِرَ) قابلاً للقلب، لأنَّ الشرط لم يَتَحقَّق.
وإذا جعلناه مانعاً حينئذٍ الشَّرط تَحقَّق، لكن منع منه مانعٌ، كالحيض مع المرأة المُكَلَّفة، شرط التَّكليف موجود، والحيض مانعٌ، هل الحيض يرفع التَّكليف؟ لا يرفع التَّكليف، على كُلٍّ: سَمَّينا هذا أو ذاك لا إشكال فيه.
وَصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وَفَعِلاَ ..
الألف للإطلاق معطوف على (فَعَلٍ)، (ذَا) هذا منصوب حال من (فَعِل) مكسور العين، يعني: صاحب (أَفْعَلٍ)، وذلك (كَأَغْيَدٍ) (أَغْيَدْ) هذا اسم فاعل فعله (غَيِدَ) تَحرَّكت الياء وانفتح ما قبلها، وما بعدها مُتحرِّك، لا تُقْلَب ألفاً، لكونه على وزن (فَعِل)، والمصدر منه (غَيَدٌ) .. (فَعَلٌ).
انظر! (غَيِدَ) و (أَغْيَد) و (غَيَدٌ) في الثلاثة الأحوال الياء صَحَّت، لكونها إمَّا (فَعَلْ) أو (فَعِلْ) أو (أَفْعَلْ) حينئذٍ تصح الياء في هذه الأحوال الثلاثة، وتقول: هَيِف، على وزن (فَعِلَ)، وأهْيَف وهَيَفٌ (فَعَلٌ)، فتقول: أَحْوَلْ .. حَوِلَ .. حَوَلٌ، (حَوِلَ) .. (فَعِلَ) صَحَّت الواو، لم تُقْلَبَ، (أَحْوَل) صَحَّت الواو، ماذا بقي؟ (حَوَلٌ)، أمَّا (أَفْعَل) هذا واضح أنَّ الأصل فيها: (أحْوَل) وُجِدَت فيها الشروط؟ لا، لماذا؟ سكن ما قبلها، وَيُشْتَرَط: أن يكون (بَعْدَ فَتْحٍ مُتَّصِلْ) هذا لا إشكال فيه، وإنَّما هو يُضْبَط به (فَعِل)، لأنَّ (فَعِلَ) قد يكون اسم الفاعل منه على وزن (أَفْعَل)، وقد لا يكون.
ما كان اسم الفاعل على وزن (أَفْعَل) حينئذٍ صَحَّت العين: الواو أو الياء، وما لم يكن فلا. يعني: أنَّ ما كان من الأفعال على وزن (فَعِل)، وكان مصدره على (فَعَلٍ)، مِمَّا جاء اسم فاعله على (أَفْعَل) يُصَحَّح هو ومصدره، وأمَّا (أَفْعَل) فواضح أنَّه خارجٌ، لم يَتَوَفَّر فيه الشرط، وأمَّا المصدر (فَعَلْ) و (فَعِلْ) الذي هو الفعل الأصلي، هذا وُجِدَت فيه الشروط السابقة ولكن منع منه مانع.
وإن كان مستوفياً لشروط الإعلال، هذا إذا لم نجعل هذا شرطاً وإنَّما قلنا: (مانع) وهذه عبارة المكودي، وسبب تصحيحهما: أنَّ (حَوِلَ) وشبهه من أفعال الخِلَق والألوان، وقياس الفعل في ذلك: أن يأتي على (افْعَلَّ) نحو: احْوَلَّ .. احْوِلالاً، فصحَّ عين فعله ومصدره، لأنَّهما في معنى ما لا يُعَلُّ لعدم الشرط.
إذاً: صُحِّح (فَعِلَ) لكون الأصل أن يكون على (افْعَلَّ)، و (افْعَلَّ) يُصَحّ .. تَصحُّ فيه العين، وَحُمِلَ هذا على ذاك، على كُلٍّ: هذه عِلَّة فيها نظر، والصواب أن يُقال: أنَّه مسموعٌ هكذا.
وَصَحَّ عَيْنُ فَعَلٍ وَفَعِلاَ ... ذَا أَفْعَلٍ كَأَغْيَدٍ وَأَحْوَلاَ