وإنَّما كَفَّت الألف والياء المُشدَّدة إعلالها، لأنَّهم لو أعَلُّوا (رميا) و (غزوا) .. لو أعْلَلْتَ .. قلتَ: رَمَيَا، تَحرَّكت الياء وانفتح ما قبلها، فوجب قلبها ألفاً، حينئذٍ قلت: رَمَى، اجتمع عندنا ألِفَان، حذفت الألف الأولى صار: رمى، ونحن نريد: رميا .. اثنان، و (رمى) واحد، إذاً التبس بالواحد، (غزَوا) لو تَحرَّكت الواو وانفتح ما قبلها فَقُلِبَت الواو ألفاً اجتمع عندنا ألفان فَحُذِفَت إحدى الألفين فصار: غزى، و (غزى) هذا للواحد، هذه عِلَّة طيبة .. لا بأس بها.
وإنَّما كَفَّت الألف والياء المُشدَّدة إعلالها، لأنَّهم لو أعلُّوا: رميا وغزوا، لصار: رمى وغزى، فيلتبس بفعل الواحد، وأمَّا: علويٌّ، فلم تُبْدَل لامه ألفاً، لأنَّه في موضعٍ تُبْدَل فيه الألف واواً، في هذا الموضع لو جاءت الألف أُبْدِلَت واواً، إذاً: الواو لا تُبْدَل ألفاً، هذا كما سبق في باب النَّسب.
إذاً قوله: (إِنْ حُرِّكَ التَّالِي) هذا شرطٌ، (إِنْ) حرف شرط، و (حُرِّكَ) مُغيَّر الصيغة، و (التَّالِي) نائب فاعل، إذاً مفهومه: إن سُكِّن لا تُعَلُّ الواو ولا الياء، وهذا ليس بعام، وإنَّما استثنى منه اللام، (وَإِنْ سُكِّنَ كَفَّ) (إِنْ) شرطٌ، و (سُكِّنَ) فعل مُغيَّر الصيغة، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على (التَّالِي)، (وَإِنْ سُكِّنَ التَّالِي كَفَّ) هذا جواب الشَّرط، (كَفَّ) ما هو الذي كفَّ؟ الساكن.
(إِعْلالَ) هذا مفعول لقوله: (كَفَّ)، (إِعْلالَ) مضاف، و (غَيْرِ اللاَّمِ) مضاف إليه، (غَيْرِ) مضاف، و (اللاَّمِ) مضاف إليه.
فأمَّا اللام ففيه تفصيل قال: (وَهْيَ) أي: اللام، أعاد الضمير على المضاف إليه على الصحيح وهو جائز، (وَهْيَ) أي: اللام، سَكَّنه هنا لغة، (وَهْيَ لاَ يُكَفُّ) (هْيَ) مبتدأ، و (لاَ) نافية، و (يُكَفُّ) فعل مضارع مُغيَّر الصيغة، (وَهْيَ لاَ يُكَفُّ إِعْلاَلُهَا).
إذاً: (إِعْلاَلُهَا) في البيت التالي: نائب فاعل، (بِسَاكِنٍ) مُتعلِّق بماذا؟ (إِعْلاَلُهَا بِسَاكِنٍ) ما يأتي المعنى، (إِعْلاَل) مصدر يصح أن يَتَعلَّق به الجار والمجرور، لكن المعنى: (لاَ يُكَفُّ بِسَاكِنٍ) هذا من جهة المعنى أجود .. هذا المراد، (بِسَاكِنٍ غَيْرِ) هذا نعت لـ: (سَاكِنْ)، وهو مضاف، و (أَلِفْ) مضاف إليه.
(أَوْ) للتَّنويع، (يَاءٍ) هذا معطوف على (أَلِفْ)، (التَّشْدِيدُ فِيهَا قَدْ أُلِفْ) يعني: ياءٍ مُشدَّدة، (التَّشْدِيدُ) هذا مبتدأ، (قَدْ أُلِفْ فِيهَا) (فِيهَا) جار ومجرور مُتعلِّق بـ: (أُلِف)، و (قَدْ) للتَّحقيق، و (أُلِفْ) مُغيَّر الصيغة، والضمير يعود على (التَّشْدِيد) المبتدأ، قد أُلِفَ التشديد فيها، والجملة خبر عن المبتدأ، (التَّشْدِيدُ قَدْ أُلِفْ فِيهَا) يعني: ياءٍ مُشدَّدة، ولذلك نقول: الجملة من المبتدأ والخبر في محل جر صفة لـ: (يَاءٍ)، يعني: ياءٍ مُشدَّدةٍ.
إذاً: كم شرطاً ذكر؟ (بِتَحْرِيكٍ أُصِلْ) نجعلهما شرطاً واحداً: أن يكون مُتَأَصِّلاً، ابن هشام فصل بينهما وسيأتي إن شاء الله، (بِتَحْرِيكٍ أُصِلْ) يعني: مُحرَّكين تحريكاً متأصِّلاً.