إلى أنَّ الواو تُقْلَب بعد الكسرة ياءً في مصدر كل فعل اعْتَلَّت عينه، صِوَام .. قِوَام، هنا واوٌ بعد كسرةٍ تُقْلَب ياءً، حملاً للمصدر على الفعل، فلو صَحَّت الواو في الفعل لم تَعْتَلَّ في المصدر: لاَوَذَ، ما قُلِبَت هنا الواو ألفاً، إذاً تقول في المصدر: لِوَاذاً، لا تقلب الواو ياءً، لماذا؟ لكونها صَحَّت في الفعل، و (جاور) .. (جواراً) مثل: عَوِرَ عَاوِرٌ .. عَيِنَ عاين، قلنا: صَحَّت في الفعل فتصح في اسم الفاعل، هنا كذلك صَحَّت في الفعل وتصح في المصدر.
إذاً:
. . . . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . ذَا أَيْضَاً رَأَوْا
فِي مَصْدَرِ الْمُعْتَلِّ عَيْنَاً. . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(الْمُعْتَل) المراد به: المعل، يعني: الذي قُلِبَت عَيْنُه ألفاً.
وَالْفِعَلْ مِنْهُ صَحِيْحٌ غَالِبَاً ..
(فِعَلْ) يعني: ما كان على وزن (فِعَلْ)، نحو: حِوَل، هذا الغالب منه: أنَّه صحيح يَصحُّ، ولا تُقْلَب الواو ياءً، (وَالْفِعَلْ) هذا مبتدأ، (صَحِيْحٌ) خبره، و (غَالِبَاً) حالٌ، و (مِنْهُ) كذلك حال، (نَحْوُ الْحِوَلْ).
يعني: أنَّ ما كان من مصدر الفعل المُعتلِّ العين بعدها ألفٌ وجب إعلاله، وما كان منه على وزن (فِعَلٍ) بغير ألفٍ فالغالب في عينه: التَّصحيح، وشمل المُعتلَّ الثلاثي والمزيد، الثلاثي نحو: قام قياماً، والمزيد: انقاد انقياداً.
واحترز بالمعتل العين من الفعل الصحيح العين كما ذكرناه سابقاً، وَفُهِمَ اشتراط الألف بعد العين من قوله:
وَالْفِعَلْ مِنْهُ صَحِيْحٌ غَالِبَاً ..
لأنَّ سبب التَّصحيح عدم الألف، لماذا صَحَّت الواو في (الْفِعَلْ)؟ لعدم وجود الألف، إذاً: قيام وصيام، لوجود الألف هناك أُعِلَّت، فالسَّبب في التَّصحيح هنا: عدم وجود الألف، فالغالب في نحو: (الْفِعَلْ) التَّصحيح نحو: حال حولاً، وَعَادَ الْمَرِيض عِوَدَاً، ولذلك قال النَّاظم: (نَحْوُ الْحِوَلْ).
قال الشَّارح: "إذا وقعت الألف بعد كسرةٍ وجب قلبها ياء كقولك في جمع (مصباح) و (دينار): مصابيح ودنانير، وكذلك إذا وقعت قبلها ياء التَّصغير كقولك في (غزال): غُزَيِّل، وفي (قَذَال): قُذَيِّل.
ثُمَّ قَال:
وَجَمْعُ ذِي عَيْنٍ أُعِلَّ أَوْ سَكَنْ ... فَاحْكُمْ بِذَا الإِعْلاَلِ فِيهِ حَيْثُ عَنّْ
(وَجَمْعُ ذِي) (وَجَمْعُ) مبتدأ، وهو مضاف، و (ذِي) مضافٌ إليه، (ذِي عَيْنٍ) يعني: صاحب عين، (أُعِلَّ أَوْ سَكَنْ) يعني: في المفرد، (جَمْعُ ذِي عَيْنٍ) لا بُدَّ أن يكون ثَمَّ فرقٌ بين المضاف والمضاف إليه، فـ: (جَمْعُ) معلوم أنَّه أراد به الجمع، (ذِي عَيْنٍ) أراد به المفرد، فالصِّفات حينئذٍ تكون في المفرد، (ذِي عَيْنٍ أُعِلَّ) هذا نعت لـ: (عَيْن)، يعني: قُلِبَت العين ألفاً.
. . . . . . . . . . . أَوْ سَكَنْ ... فَاحْكُمْ بِذَا الإِعْلاَلِ فِيهِ حَيْثُ عَنّْ