ثُم قلبوا الهمزة واواً ليناسب الجمع المفرد، فالواو في: هَرَاوى، ليست الواو في: هِرَاوة، بل الواو في: هَرَواى هي الألف التي كانت في المفرد، وأمَّا الواو التي في المفرد فهي الأخيرة التي انقلبت ألفاً.
إذاً: إذا كان المفرد فيه واوٌ صَحَّت في المفرد ولم تُعَل، حينئذٍ إذا كان الجمع مثل جمع: قضايا وزوايا، إذا وصلت إلى كون الهمزة وقعت بين ألفين، فالأصل أنَّك تقلب الهمزة ياءً كما فعلت في: قضايا، هنا نستثني نقول: انظر إلى المفرد! إذا فيه واوٌ صَحَّت، حينئذٍ تقلب الهمزة واواً ولا تقلبها ياءً.
إذاً: هَرائِوٌ كـ: صحائف، إلى هنا لا إشكال فيه، الهمزة وقعت بعد ألفٍ وهذه منقلبة عن واوٍ، ثُمَّ قُلِبَت كسرة الهمزة فتحة كما هو الشأن في: قَضَائِيٌ وَخَطَائِيٌ، ثُمَّ قُلِبَت الواو ألفاً .. الأخيرة؛ لِتَحَرُّكها وانفتاح ما قبلها فصار: هراءا، همزةٌ وقعت بين ألفين، وإلى هنا لا إشكال، ثُمَّ قلبوا الهمزة واواً، والأصل أن تقلبها ياءً:
وَافْتَحْ وَرُدَّ الْهَمْزَ يَا فِيمَا أُعِلّ ... لاَماً. . . . . . . . . . . . . .
وأمَّا إذا سلمت الواو في المفرد ولم تُعَل، حينئذٍ تبقى في الجمع، فصار: هراوى.
وَافْتَحْ وَرُدَّ الْهَمْزَ يَا فِيمَا أُعِلّ
وَاوَاً ................................ ... لاَماً وَفِي مِثْلِ هِرَاوَةٍ
ما هو الذي جعل واواً؟ الهمزة، لا تقلبها ياءً كما قلبت في: قضايا وخطايا وهدايا، وإنَّما تقلبها واواً، لكونها سلمت في المفرد.
وَافْتَحْ وَرُدَّ الْهَمْزَ يَا فِيمَا أُعِلّ ... لاَماً وَفِي مِثْلِ هِرَاوَةٍ. . .
(وَفِي مِثْلِ هِرَاوَةٍ) هذا مُتعلِّق بقوله: (جُعِلْ)، و (جُعِلْ) مُغيَّر الصيغة، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على (الْهَمْزَ)، (جُعِلْ وَاوَاً) جُعِل الهمز واواً، ولا تجعله ياءً لكونها صَحَّت في المفرد فقلت: هِرَاوة.
ثُمَّ قال:
. . وَهَمْزاً أَوَّلَ الْوَاوَيْنِ رُدّ ... فِي بَدْءِ غَيْرِ شِبْهِ وَوُفِيَ الأَشَدّ
هذه مسألة خامسة تَتَعلَّق بالواو، إذاً البيت السَّابق إلى قوله: (وَاوَاً) هذا كالاستدارك في الموضعين الثالث والرابع في قلب الواو والياء همزةً، قوله:
وَافْتَحْ وَرُدَّ الْهَمْزَ يَا فِيمَا أُعِلّْ ... لاَماً وَفِي مِثْلِ هِرَاوَةٍ جُعِلْ
وَاوَاً. . . . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هذا كالاستدارك؛ لأنَّه فيما سبق قال: اقلب الهمز، وانتهى إلى هنا، ثُمَّ استدرك فيما إذا كانت اللام مُعلَّة في المفرد، حينئذٍ ترجع وَتُكْمِل العملية، فتقلب الهمزة ياءً أو واواً، تقلبها ياءً إذا كان في المفرد واو أو ياء مُعلَّاً، وأمَّا إذا سلمت في المفرد الواو حينئذٍ تبقى كما هي، ثُمَّ رجع وبَيَّن المسألة الخامسة فيما تختصُّ بالواو، فقال:
. . وَهَمْزاً أَوَّلَ الْوَاوَيْنِ رُدّ ... فِي بَدْءِ غَيْرِ شِبْهِ. . . . . .