إذاً: (أَمِلْ الأَلِفَ) هذا السَّبب الأول: وهو انقلابها عن الياء .. كونها منقلبة عن الياء تميلها للدَّلالة على أنَّ أصلها الياء وهذا أصلٌ مهم، (الألِفَ الْمُبْدَلَة مِنْ يِاءٍ فِي طَرِفٍ) (فِي طَرَفْ) هذا صفة (يِا) جار ومجرور مُتعلِّق بمحذوف صفة للمجرور، (أَمِلْ) أي: سواءٌ في ذلك طرف الاسم أو طرف الفعل، لأنَّه أطلق النَّاظم هنا، وسبق أنَّ محلَّ الإمالة تكون في الأسماء المُتَمَكِّنة والأفعال.

إذاً: كل ما سيذكره الأصل فيه أنَّه مُتَّحِد، إن وُجِد هذا السَّبب في الفعل فهو هو، وإن وُجِد في الاسم كذلك فهو هو.

إذاً: أَمِلْ الألِفَ الْمُبْدَلَة مِنْ يِاءٍ فِي طَرِفْ الاسم، وفي طرف الفعل، سواءٌ كان ذلك في طرف الاسم نحو: مَرْمَى، (مَرْمَى) هذا معلوم أنَّ الألف هذه منقلبة عن الياء، لأنَّه مِن: رَمَى .. يرمي، إذاً: هذه الألف منقلبة عن ياء، حينئذٍ تُمَال هذه الألف لكونها مُبدَلة عن ياء.

إذاً: السَّبب الأول موجود في نحو: مَرْمَى، والفعل نحو: رَمَى، حينئذٍ تُمِيل هذه الألف إلى الياء: رَمى، تأتي بها كأنَّها قريبةٌ من الياء، واحترز بقوله: (فِي طَرَفْ) من الكائنة عيناً وسيأتي حكمها (فِلْتُ) سيأتي حكما.

إذاً أمل: الأَلِفَ الْمُبْدَلَ مِنْ يِا فِي طَرَفٍ ..

إذا كانت واقعةً في آخر الكلمة وهي مُبدلة من ياء في طرف فعلٍ أو اسمٍ أملها .. أمل هذه الألف إلى الياء.

السبب الثاني أشار إليه بقوله:

(كَذَا الْوَاقِعُ مِنْهُ الْيَا خَلَفاً دُونَ مَزِيدٍ أَوْ شُذُوذٍ) (كَذَا) أي: مثل (ذا) السَّابق في إمالة الألف، (الْوَاقِعُ) يعني: الذي وقع، (الْوَاقِع) مبتدأ، و (مِنْهُ) جار ومجرور مُتعلِّق بقوله: (الْوَاقِع)، والضمير عائد على (أَلْ) الذي وقع (مِنْهُ)، (الْيَا) هذا فاعل (الْوَاقِع)، (خَلَفاً) حال كونه خالفاً، (خَلَفاً) حال، وقَف عليه بالسُّكون على لغة ربيعة، فهو حالٌ من الياء.

(دُونَ مَزِيدٍ) هذا مُتعلِّق بقوله: (الْوَاقِعُ) أو (خَلَفْ)، (دُونَ) ظرف مكان مُتعلِّق بقوله: (الْوَاقِعُ) أو (خَلَفْ).

. . . . . . . . . . . . . . . . ... . . كَذَا الْوَاقِعُ مِنْهُ الْيَا خَلَفْ

دُونَ مَزِيدٍ. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . . . . .

(دُونَ) مضاف، و (مَزِيدٍ) مضاف إليه، (أَوْ شُذُوذٍ) معطوف على (مَزِيدٍ)، يعني: ألا يكون مزيداً .. زائداً، وألا يكون شاذَّاً.

إذاً السبب الثاني: مآلها إلى الياء، كون هذه الألف ليست مُنقلبة عن ياءٍ، السبب الأول: أَمِلْ الألف المبدلة من ياء، إذاً أصلها: ياء، هنا ليست مُبدلة من ياء وإنَّما مآلها إلى الياء مثل: مَلْهَى، الألف هذه: مَلْهَى .. حُبْلَى، الألف هذه ليست مُبدلة عن ياء لكن ثَنِّها: ملهيان، إذاً صار مآلها إلى الياء هذا المراد، إمَّا أن تكون مبدلة عن ياءٍ وهو السَّبب الأول، وإمَّا أن يكون مآلها لو ثُنِّيَت أو جُمِعَت إلى الياء.

كذلك من أسباب (الإِمَالَةُ): الألف التي يكون مآلها إلى انقلابها ياءً إذا ثُنِّيَت أَوْ جُمِعَت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015