(عَرِيَا) الضمير هنا يعود إلى مُعلِّ اللام، (مُعَلَّ لاَمٍ عَرِيَا) هو، (مِنَ الْمِثَالَيْنِ) المراد بـ: (الْمِثَالَيْنِ) هنا: (فَعِيلَة) و (فُعَيْلَة)، (بِمَا التَّا أُولِيَا) بما أولي التاء، يعني: ألحقوا مُعرَّى من التاء بِمَا اتَّصلت به التاء في حذف الياء، وقلب الكسرة فتحة في (فَعِيْل)، وأمَّا حذف التاء ليست عندنا تاء هنا، لكن قيَّده بقوله: (أَلْحَقُوا مُعَلَّ لاَمٍ) يعني: فعلاً على وزن (فَعِيْل) أو (فُعَيْل) (مُعَلَّ لاَم)، (مُعَلَّ) بمعنى: مُعتل، هنا تَجوَّز النَّاظم؛ لأنَّنا فرَّقنا فيما سبق بين المعتل والمعل، وما المراد هنا؟ المعتل، لذلك قوله: (مُعَلّ) لا بُدَّ من تأويله، يعني: أنَّ مُعتلَّ اللام .. ليس المراد: مُعَل، لا بُد أن تكون مُنقلبة، إنَّما المراد: كونه حرف عِلَّة.

إذاً: (أَلْحَقُوا مُعَلَّ لاَمٍ) يعني: ما كان مُعتلَّ اللام (مِنَ الْمِثَالَيْنِ) أي: من موازنهما حالٌ من (مُعَلَّ لاَمٍ)، أو من ضميره في (عَرِيَا)، أو مُتعلَّقٌ بـ: (مُعَلّ).

مِنَ الْمِثَالَيْنِ بِمَا التَّا أُولِيَا ..

منهما في حذف الياء وفتح ما قبلها إن كان مكسوراً، فقالوا في النَّسب إلى (عُدَي) و (قُصَي): عُدَويّ وقُصَوِيّ، كما قالوا في النَّسبة إلى (غُنْيَةٍ) و (أُمَيَّة) يُقال: غَنَوِي وَأُمَوِي، وظاهر كلامه: أنَّ هذا الإلحاق واجبٌ وقد صرَّح به في: (الكافية)، وذكر بعضهم فيه وجهين: الحذف كما مُثِّل، والإثبات نحو: قُصَي وَعُدَي، وهو أَثْقَل لكثرة الدَّال.

إذاً المشهور: النَّاظم أوجب الحذف مع القلب .. حذف الياء الأولى، وقلب الياء الثانية واواً، وبعضهم جَوَّز فيه الوجهين.

قال الشَّارح هنا: يعني: أنَّ ما كان على (فَعِيْل) أَو (فُعَيْل) بلا تاءٍ، وكان مُعتلَّ اللام، فحكمه حكم ما فيه التاء في وجوب حذف يائه وفتح عينه، فتقول في (عَدِي): عَدَوِى، وفي (قُصَيٍّ): قُصَوِيّ" حينئذٍ: (عَدِي) هذا مثال لـ: (فَعِيْل)، فإذا قلنا (عُدَي) صار مثالاً لـ: (فُعَيْل).

وفي (قُصَيٍ): قُصَوِي كما تقول في (أُمَيَّة): أُمَوِي، فإن كان (فَعِيْل) و (فُعَيْل) صحيحيَّ اللام لم يُحذف شيءٌ منهما، فتقول في (عَقِيْل): عَقِيلي، وفي (عُقَيْل): عُقَيْلِى".

وَتَمَّمُوا مَا كَانَ كَالطَّوِيلَةْ ... وَهَكَذَا مَا كَانَ كَالْجَلِيلَة

(وَتَمَّمُوا) يعني: العرب، بمعنى أنَّهم لم يحذفوا، هذا إشارة إلى الشرطين السابقين (طَوِيلَة) .. (فَعِيْلَة) (تَمَّمُوا) يعني: لم يحذفوا منه الياء لكونه مُعتلَّ العين.

وَهَكَذَا مَا كَانَ كَالْجَلِيلَةْ ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015