هذه أربعة كلها مختومة بالتاء مع (فَعَالَة) صارت خمسة، إذاً: خمسةٌ بالتاء، (فَعَالَة) نصَّ عليها النَّاظم كـ: سحابة، يُجمع على: سحائب، و (فِعَالَة) بكسر الفاء: رِسالة ورسائل، و (فُعَالَة) بضمِّ الفاء: ذُؤَابَة وذوائب، و (فَعِيلة) بالياء نحو: صحيفة وصحائف، و (فُعُولة) بالواو نحو: حُمُولة وحمائل .. هذه خمسة.
وَفُهِم من قوله: (ذَا تَاءٍ اوْ مُزَالَهْ) خمسةٌ أُخَر بدون تاء:
الأول: (فَعَالٍ) بفتح الفاء نحو: شَمَال وَشَمَائِل، يُقال: شَمَال وَشِمَال، (شَمَال) بالفتح اسم للرِّيح، و (شِمَال) للجارحة، (فَعَال) بفتح الفاء: شَمَال، يُجمع على: شَمَائِل، أسْقَطْتَ التاء.
و (فِعَال) بكسرها أيضاً: شِمَال، اسمٌ للجارحة، يُقال فيه: شَمَائِل كذلك.
الثالث: (فُعَال) نحو: عُقاب وعقائب.
الرابع: (فَعُول) عجوز وعجائز.
الخامس: (فَعِيل) نحو: سعيد، مسمَّىً به امرأة، فتقول في جمعه: سعائد.
وهذه كلها يُشترط فيها أن تكون مثنَّاة، يعني: إذا سقطت التاء وجب أن يكون مؤنَّثاً من أجل أن يُجمع على (فَعَائِل).
إذاً: (فَعَال) و (فِعَال) و (فُعَال) و (فَعُول) و (فَعِيل)، أَسقط التاء من (فَعَالَه) وثلث الفاء، فتقول: (فَعَال .. فِعَال .. فُعَال) هذه ثلاثة .. هذه من الوزن، و (فَعُول) و (فَعِيل) يعني: بتعميم المدَّة إمَّا بالواو وإمَّا بالياء.
إذاً:
وَبِفَعَائِلَ اجْمَعَنَ فَعَالَه ..
(وَشِبْهَهُ) هذا معطوف على (فَعَالَه)، شبه (فَعَالَه) ما ذكرناه: رسالة ونحوها، (ذَا تَاءٍ) هذا حال من المفعول (شِبْهَهُ ذَا تَاءٍ)، أين المفعول؟ (اجْمَعَنَ فَعَالَه) .. (فَعَالَه) مفعول، (اجْمَعَنَ) أنْتَ، النون هذه توكيد وليست بفاعل، (ذَا تَاءٍ) حال كونه صاحب تاءٍ، (أَوْ مُزَالَهْ) (فَعَال .. فَعَالَه) بتاءٍ وبدون تاء، فدخلت تحته العشرة الأوزان التي ذكرناها.
(ذَا تَاءٍ أَوْ) للتَّنويع (مُزَالَهْ) يعني: أُزِيلت منه التَّاء، فالضمير يعود على التَّاء، (مُزَالَهْ) من إضافة اسم المفعول إلى مفعوله الثاني، ومفعوله الأول: ضَميرٌ مستتر جوازاً وهو نائب الفاعل، وقوله: (مُزَالَهْ) ذَكَّر التاء، لأنَّ حروف المعجم يجوز فيها الوجهان.
قال الشَّارح هنا: من أمثلة جمع الكثرة (فَعَائِلْ)، وهو لكل اسمٍ رباعي بمدَّةٍ قبل آخره، مُؤَنَّثاً بالتاء أو مُجرَّداً منها، نحو: سحابة وسحائب، ورسالة ورسائل، وَكُنَاسة وَكَنَائِس، وصحيفة وصحائف، وَحَلُوبَة وَحَلائِب، أو مُجرَّداً منها نحو: شَمَال وَشَمَائِل، وَعُقَاب وَعَقَائب، وعجوز وعجائز.
وَبِالْفَعَالِي وَالْفَعَالَى جُمِعَا ... صَحْرَاءُ وَالْعَذْرَاءُ وَالْقَيْسَ اتْبَعَا
(صَحْرَاءُ .. فَعْلاء) ممدود .. صحراء، يُجمع على: صحارِي وصحارَى، (جُمِعَا صَحْرَاءُ) .. (جُمِعَا) الألف للإطلاق، و (صَحْرَاءُ) نائب فاعل، (وَالْعَذْرَاءُ) معطوفٌ عليه، (وَبِالْفَعَالِي) مُتعلِّق بقوله: (جُمِعَا)، (وَالْفَعَالَى) معطوفٌ عليه.
إذاً: من أمثلة جمع الكثرة: (فَعَالِي) و (فَعَالَى)، ويشتركان فيما كان على (فَعْلاَء) ممدوداً بفتح الفاء وسكون العين اسماً كـ (صَحْرَاء)، أو وصفًا كـ: (عَذْرَاء).