(وَمِثْلُهُ) الضمير يعود على أي شيء؟ على الأخير، (مِثْلُهُ فُعْلاَنَ) أي: أُنْثَاه، مراده: (عَلَى فُعْلاَنَا) مُذكَّراً ومُؤنَّثاً، لأنَّ المُذكَّر يكون على وزن (فُعْلاَن)، والمؤنَّث تصل به التاء فتقول: (فُعْلاَنَة).
إذاً: شاع (فِعَال) (فِيْ وَصْفٍ فَعْلاَنْ أَوْ أُنْثَيَيْهِ) (فَعْلاَنَةٌ وَفَعْلَة) أُنثى (فَعْلاَنْ)، فتقول: عطشان وَعِطَاش، وغضبان وَغِضَاب، وَعَطْشى مؤنَّث (فَعْلان) .. عطشان .. عَطْشَى .. عِطَاش مثله، وغضبى .. غِضَاب، وندمانة وَنِدَام على وزن (فِعَال)، كذلك على وزن (فُعْلاَن) نحو: خُمصان وخُمصانة، كُلٌّ منهما يُجمع على: خِمَاص، فَيُقال فيهما (فِعَال).
(وَالْزَمْهُ) أي: (فِعَالاً).
. . . . . . . . . . . . . . . . فِي ... نَحْوِ طَوِيلٍ وَطَوِيلَةٍ تَفِي
(تَفِي) هذا فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الأمر، والياء هنا للإشباع.
قوله: (نَحْوِ) دائماً ابن مالك إذا قال: (نَحْوِ) أراد به عدم الخصوص بما ذُكِر، إذاً: له باب وله أصلٌ يُقاس عليه، فالمراد بـ (نَحْوِ طَوِيلٍ وَطَوِيلَةٍ): ما كانت عينه واواً ولامه صحيحة، (طَوِيل .. فَعِيل) ما كانت لامه صحيحة وعينه واو، إذاً: الواو هنا هي عين الكلمة، ما كانت عينه واواً ولامه صحيحة (مِنْ فَعيِلٍ) بمعنى: (فَاعِل) (وَفَعِيلةٍ) أُنثاه، فتقول فيهما: طِوَالٌ، كُلٌّ منهما: المُذكَّر والمُؤنَّث: طِوَال.
ومعنى اللزوم الذي أشار إليه بقوله: (وَالْزَمْهُ) أنَّه لا يجاوِز (فِي نَحْوِ طَوِيلٍ وَطَوِيلَةٍ) إلا إلى التصحيح، إذا أردت مجاوزة جمع التكسير فتذهب إلى التصحيح، تقول: طويلِين وطويلات، أمَّا إذا أردت التكسير فلا تأتِ به إلا على وزن (فِعَال) فتقول: طويل .. طِوَال، كذلك: طويلة، تأتي به على وزن (فِعَال)، إذا أردت الخروج عن جمع التكسير فليس لك إلا جمع بواو ونون، أو جمع بألفٍ وتاء، فتقول: طويلات .. طويلون .. طويلين، تجمعه بواوٍ ونون.
وَفُهِم من تخصيصه بذلك: أنَّ ما عداهما مما يجمع على فعال قد يجمع على غيره، لأنَّه قال: (وَالْزَمْهُ فِي نَحْوِ طَوِيلٍ وَطَوِيلَة) لم يقل ذلك في: (فَعْلاَنَ) أو (أُنْثَيَيْهِ) أو (فُعْلاَنَ) أو (فُعْلاَنَا)، لم يقل: (الْزَمْهُ) فَدَلَّ على أنَّه يُجمع على (فِعَال) ولا مانع أن يُجمع على غير (فِعَال) ولو كان على قلَّةٍ، وأمَّا (طَوِيل وَطَوِيلَة) لا .. (الْزَمْهُ) لا يمكن أن يُجمع جمع تكسير إلا على وزن (فِعَال) فإذا أُرِيد الخروج عن (فِعَال) فتخرج إلى جمع التصحيح بواو ونون أو ألفٍ وتاء.
إذاً: (وَشَاعَ) أي: (فِعَال)، (فِيْ وَصْفٍ) لا اسمٍ (عَلَى فَعْلاَنَا) الألف للإطلاق، بفتح الفاء.
(أَوْ أُنْثَيَيْهِ) أُنْثَيي (فَعْلانْ) وهما: (فَعْلاَنَة) بالتاء و (فَعْلى)، أو وصفٍ على (فُعْلاَنَا) بضمِّ الفاء والألف للإطلاق، (وَمِثْلُهُ) أي: مثله أُنْثَاه (فُعْلاَنَةٌ)، (مِثْلُهُ) يعني: مثل (فُعْلان) أُنثاه وهو (فُعْلانة)، (مِثْلُهُ) هذا خبر مُقدَّم، و (فُعْلاَنَةٌ) مبتدأ مؤخَّر.
ثُمَّ قال: (وَالْزَمْهُ) أي: (فِعَال).
. . . . . . . . . . . . . . . . فِي ... نَحْوِ طَوِيلٍ وَطَوِيلَةٍ تَفِي