(كَفِعَلٍ) وذلك (كَفِعَلٍ) جار مجرور مُتعلِّق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، وذلك (كَفِعَلٍ) جمع (فِعْلَة)، (فِعَلٍ) بفتح العين ما قبل الطَّرَف، يدخل تحته الصحيح والمعتل، جمع (فِعْلَة) سواءٌ كان معتلَّ اللام أو صحيح اللام، حينئذٍ إذا فُتِح ما قبل الطَّرَف حكمنا عليه بكونه مقصوراً قياساً، لأنَّه فُتِح لِمجيئه على وزن (فِعَلْ) وهو جمع (فِعْلَة) وهذا قياس.
(وَفُعَلٍ) لِجمع (فُعْلَة) حينئذٍ نقول: كُلُّ ما كان على وزن (فُعَل) نقول: هذا مقصورٌ قياساً، لكون هذه الفتحة التي قبل اللام اقتضاها الوزن .. الجمع، (وَفُعَلٍ فِي جَمْعِ) هذا مُتعلِّق بمحذوف حال .. حال من ماذا؟ (كَفِعَلٍ) حال كونه (فِي جَمْعِ) وهو مضاف، و (مَا) اسم موصول بِمعنى: الذي، مضافٌ إليه.
(كَفِعْلَةٍ) مُتعلِّق بمحذوف صلة الموصول، (وَفُعْلَةٍ) معطوفٌ عليه، وذلك (نَحْوُ الدُّمَى) فإنَّه جمع: (دُمْيِة) على وزن (فُعْلَةْ) يعني: مثَّل للثاني، (دُمَى) نقول: هذا آخره ألفٌ لازمة قبلها فتحة، ما الذي أحدث هذه الفتحة؟ كونه على وزن (فُعَلْ)، وما هو وزن (فُعَلْ)؟ نقول: هذا قياسٌ في جمع ما كان على وزن (فُعْلَة)، و (دُمَى) مُفرده (دُمْيَة)، إذاً: هذه الفتحة ما جاءت هكذا اعتباطًا، وإنَّما جاءت من أجل الجمع، ولا شك أنَّ الجمع كُلَّه الذي فيه أوزان مُطَّردة أنَّه قياسي، إذاً: جاءت هذه الفتحة قياساً.
هنا قال: "إذا جاء اسمٌ آخره ألفٌ لازمةٌ انظر إليه، فإن كان له نظيرٌ من الصحيح يقتضي فتح ما قبله لقاعدة صَرفيَّة، فهو مقصورٌ قياسي وإلا فهو سَماعي كـ: الفتى".
قال الشَّارح هنا: "المقصور هو الاسم الذي حرف إعرابه ألف لازمة، فخرج بالاسم الفعل، نحو: يرضى، وبِحرف إعرابه المبنى نحو: (إذا) ومثله: (مَتَى) و (هذا) ".
"وبلازمة -ألفٌ لازمة- خرج المثنَّى، نحو: الزَّيْدَان، فإنَّ ألفه تنقلب ياءً في الجر والنصب، وزِد عليه الأسماء السَّتة في حالة النصب، والمقصور على قسمين قياسي وسَماعي:
والقياسي: هو وظيفة النَّحوي -إذا أردنا البحث فيه-.
وسماعي: وضيفة اللُّغوي"، ولذلك بحثه في المعاجم، وما أُلِّف في المقصور والممدود.
فالقياسي: كل اسمٍ مُعتلٍّ له نظير من الصحيح، مُلْتَزَمٌ فَتَح ما قبل آخِره لقاعدة صَرفيَّة، أخرج (الفتى) فليس له نظير، فَفَتْحُ ما قبل الطرف ليس لقاعدة صَرفيَّة فهو سماعي، وذلك كمصدر الفعل اللازم، كونه مصدراً يكفي. كمصدر الفعل اللازم الذي على وزن (فَعِلَ)، فإنه يكون (فَعَلاً) بفتح الفاء والعين، نحو: أَسِفَ أَسَفَاً، فإذا كان مُعتلاً وجب قصره نحو: جَوي جوىً، لأن نظيره من الصحيح الآخر مُلْتَزَمٌ فَتْحُ ما قبل آخره.
(جوىً) هو مصدر في نفسه على وزن (فَعَل) فالفتحة اقتضاها كونه على وزن (فَعَل) لا لكونه نظير: (أسف) وإنَّما نظير: (أسف) كاشفٌ وَمُؤَكِّدٌ على أنَّه قياسي لا سماعي. لأنَّ نظيره من الصحيح الآخِر مُلْتَزَمٌ فتح ما قبل آخره.