وَإِنْ تُرِدْ بَعْضَ الَّذِيْ مِنْهُ بُنِي ... تُضِفْ إِلَيهِ مِثْلَ بَعْضٍ بَيِّنِ

والتقدير: تضيف إليه اسم الفاعل في حال كونه مماثلاً للبعض أي: في معناه.

وَإِنْ تُرِدْ جَعْلَ الأَقَلِّ مِثْلَ مَا ... فَوْقُ. . . . . . . . . . . . . . .

فوقه يعني، حذف المضاف إليه ونوى معناه يعني: أنَّك إذا أردت باسم الفاعل من العدد أن يصير العدد الذي مثله تحته فاحكم له أي: لاسم الفاعل بـ (حُكْمَ جَاعِلٍ) فإذا كان بمعنى الماضي وجب إضافته تقول: هذا ثالث اثنين أمس، وإذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال جاز فيه الوجهان.

قال الشارح: " لفاعل المصوغ من اسم العدد استعمالان " يعني: ما ذكره النَّاظم أو على جهة التعميم:

أحدهما: أن يُفرد: ثانٍ وثاني وثالث ورابع.

الثاني: أن لا يُفرد .. يضاف إلى غيره، وحينئذ إما أن يُستعمل مع ما اشْتُقَّ منه، وإمَّا أن يُستعمل مع ما قبل ما اشْتُقَّ منه .. أدنى منه درجة.

ففي الصورة الأولى التي هي: أن يُستعمل مع ما اشْتُقَّ منه، ففي الصورة الأولى: يجب إضافة فاعل إلى ما بعده مضاف ومضاف إليه، إذاً: هذا ثاني اثنين، (ثاني) خبر وهو مضاف و (اثنين) مضاف إليه، ((إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ)) [المائدة:73] (ثَالِثُ) ما إعرابه؟ خبر (إِنَّ)، و (ثَالِثُ) خبر وهو مضاف و (ثَلاثَةٍ) مضاف إليه، ((إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ)) [التوبة:40] (ثَانِيَ) حال، وهو مضاف و (اثْنَيْنِ) مضاف إليه.

إذاً: ففي الصورة الأولى: يجب إضافة فاعل إلى ما بعده، فتقول في التذكير: ثاني اثنين، وثالث ثلاثةٍ ورابع أربعةٍ إلى عاشر عشرةٍ، وتقول في التأنيث: ثانية اثنتين، وثالثة ثلاثٍ، ورابعة أربعٍ إلى عاشرة عشرٍ، والمعنى: أحد اثنين، وإحدى اثنتين، وأحدُ عشرٍ، وإحدى عشرة، إذا قيل: عاشرُ عشرةٍ يعني: أنا واحدٌ من العشرة .. أنا بعضٌ منهم.

وهذا هو المراد بقوله: (وَإِنْ تُرِدْ بَعْضَ الَّذِيْ) البيت .. أي: وإن تُرد بفاعل المصوغ من اثنين فما فوقه إلى عشرة (بَعْضَ الَّذِيْ بُنِي فاعل مِنْهُ) انظر! (بَعْضَ الَّذِيْ) قدَّم وأخَّر في البيت، (بَعْضَ الَّذِيْ بُنِي فاعل مِنْهُ) أي: واحداً مما اشْتُقَّ منه فأضف إليه مثل بعضٍ، والذي يضاف إليه هو الذي اشْتُقَّ منه، ثاني اثنين، اثنين هذا الذي اشْتُقَّ منه (ثاني) فصار مضافاً إليه، والأول: مضاف ويعرب على حسب العوامل.

وفي الصورة الثانية يجوز وجهان:

أحدهما: إضافة فاعل إلى ما يليه.

والثاني: تنوينه وَنَصْب ما يليه به كما يُفعل باسم الفاعل نحو: ضارب زيدٍ وضاربٌ زيداً .. فيه وجهان، فتقول في التذكير: ثالثُ اثنين، وثالثٌ اثنين، ورابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً: ثالثُ اثنين (ثالث) على حسب موقعه من الإعراب وهو مضاف و (اثنين) مضاف إليه، وأمَّا ثالثٌ اثنين، (ثالثٌ) هذا حسب موقعه من الإعراب والفاعل ضمير مستتر و (اثنين) مفعولٌ به، وهكذا إلى عاشرِ تسعةٍ، وعاشرٍ تسعةً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015