* شرح الترجمة (العدد) وحده
* الأعداد من (3_10) وتمييزها
* تمييز المائة والألف
* الأعداد المركبة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
قال النَّاظِم - رحمه الله تعالى -: (الْعَدَدُ)
(الْعَدَد) هذا كسبب وبطل، على وزن (فَعَل) وهو في اللغة: اسمٌ للمعدود، والمراد هنا: الألفاظ الدَّالة على المعدود، المعدود مثلًا: كتاب .. كتابان .. ثلاثة .. أربعة، المعدود نفس الكتاب، واللفظ الذي دلَّ على العدد هو الذي عناه النَّاظم هنا، فـ: (الْعَدَد) لفظٌ له لفظ، والمعدود: الشيء الذي حُسِب وعُدَّ، هذا معناه في اللغة: اسمٌ للمعدود.
وفي الاصطلاح: المشهور أنَّه .. وإلا الأصل أنَّه لا يَحتاج إلى التعريف، العدد معروف: الواحد والاثنان والثلاث .. إحدى عشر .. عشرون .. الألف .. المائة، ما يحتاج إلى تعريف، لكن جَرَت عادة النُّحاة أنَّهم يُعرِّفونه بقولهم: ما يساوي نصف مجموع حاشيتيه الصغرى والكبرى، كل عدد إلا الواحد له حاشيتان: صغرى وكبرى.
مثلًا: ثلاثة، يقال: له حاشية صغرى، يعني: العدد الذي هو دونه الاثنان، فالاثنان بالنِّسبة للثلاث حاشية صغرى، والأربعة بالنِّسبة للثلاث حاشية كبرى، تجمعهما الحاشية الصغرى والكبرى ثُم تقسمها على اثنين يطلع العدد، فالاثنان مثلًا: واحد وثلاثة أربعة، تقسمه على اثنين خرج العدد، كذلك الخمسة: أربعة وستة هذه عشرة، تقسمها على اثنين خمسة.
كذلك العشر مثلًا: تسعة وأحد عشر، تجمعهما الحاشية الصغرى والكرى عشرون، حِينئذٍ تقسمه على اثنين يعطيك عشرة .. نصفها، لكن ما في فائدة من هذا.
على كلٍّ: هكذا قالوا: ما يساوي نصف مجموع حاشيتيه الصغرى والكبرى، وقيل: القريبتين كذلك، أو البعيدتين لكن مع التَّساوي، يعني: بالنسبة للأربعة مثلاً: له حاشية سفلى قريبة، وحاشية سفلى بعيدة، كل ما كان دون الأربعة مثلاً فهو حاشية سفلى: قريبة وبعيدة، قريبة واحدة مثلاً: ثلاثة، والاثنان حاشية سفلى لكنَّها بعيدة، والخمسة حاشية كبرى قريبة، والست بعيدة.
إذا جمعت القريبتين مباشرًة حِينئذٍ نقول: تقسم العدد على اثنين، كما ذكرناه، كذلك البعيدتان، يعني: بالنسبة للأربعة: الاثنين والست، ست واثنين ثمانية، تقسم على اثنين بأربعة.
إذًا: بشرط أن تكون البعيدة متقاربة، يعني: في مرتبة واحدة، يعني: تأخذ الاثنين بالنسبة للأربعة والست بالنسبة للأربعة، ما تأخذ الاثنين وتأخذ السبعة لا، هنا لم يتوافقا، لأنَّ الذي بين الاثنين والأربعة واحد، يعني: مرتبة واحدة، وبين السبع والأربعة مرتبتان، حِينئذٍ ما يعطيك النتيجة.
إذًا: ما ساوى نصف مجموع حاشيتيه القريبتين أو البعيدتين على السواء، هكذا عرَّفه النُّحاة.
إذًا: المراد بالعدد هنا: الألفاظ الدالة على المعدود:
ثَلاَثَةً بِالتَّاءِ قُلْ لِلْعَشَرَهْ ... فِي عَدِّ مَا آحَادُهُ مُذَكَّرَهْ
فِي الضِّدِّ جَرِّدْ وَالْمُمَيِّزَ اجْرُرِ ... جَمْعَاً بِلَفْظِ قِلَّةٍ فِي الأَكْثَرِ
(ثَلاَثَةً) بدأ بالثلاثة لأنَّ الواحد والاثنين يخالفان الثلاثة والعشرة في حكمين، الثلاثة والعشرة وما بينهما لهم حكمٌ خاص، وهو ما يُعنوَن له عندهم في هذا الباب بـ: (مخالفة القياس) والواحد والاثنان موافقين للقياس.