حال كونه علماً .. هذا حالٌ من (فَعَالِ) (وَابْنِ) فعل أمر مبني على حذف حرف العلَّة والفاعل أنت (عَلَى الْكَسْرِ) مُتَعَلِّقٌ به (فَعَالِ) مفعول به (عَلَمَا) حالٌ منه (مُؤَنَّثَاً) حالٌ بعد حال، (وَابْنِ عَلَى الْكَسْرِ) قيل علَّة البناء شَبَّهه بـ: (نَزَالِ) أشبه (نَزَالِ) و (نَزَالِ) اسم فعل أمر وهو مبني، وَزْنَاً وَتَعْرِيفَاً وَتَأنِيِثَاً وَعَدْلاً (فَعَالِ) أشبه (نَزَالِ) في ماذا؟ وَزْنَاً وَتَعْرِيفَاً وَتَأنِيِثَاً وَعَدْلاً، هذا قول وهو المشهور.
وقيل لِتَضَمُّنِه معنى (هاء) التأنيث لأنَّه معدولٌ عن: فَاعِلَة .. حَذَامِ .. حَاذِمَةٍ .. رَقَاشِ .. رَاقِشَةٍ، إذاً: فيه معنى التَّاء، لِتَضَمُّنِه معنى (هاء) التَّأنيث، وقيل لتوالي العلل وليس بعد منع الصَّرف إلا البناء، قاله المبرِّد، والأول هو المشهور، أنَّه أشبه (نَزَالِ) فيما ذكرناه (وَزْنَاً وَتَعْرِيفَاً وَتَأنِيِثَاً وَعَدْلاً).
وَابْنِ عَلَى الْكَسْرِ فَعَالِ علَمَا ... مُؤَنَّثَاً. . . . . . . . . . . . . . .
لأنَّ (فَعَالِ) علم لمؤَنَّث، هذا عند الحجازيين، (وَهْوَ نَظِيرُ جُشَمَا عِنْدَ تَمِيمٍ) (وَهْوَ) أي (فَعَالِ) علماً لمؤَنَّث نظير وشبيه (جُشَمَا) اسم رجل وهو ما كان معدولاً على وزن (فُعَلْ) كـ (عمر) وسبق أنَّ (عمر) ممنوعٌ من الصَّرف للعلميَّة والعدل، إذاً (فَعَالِ) كـ (حَذَامِ) هذا ممنوعٌ من الصَّرف عِنْدَ بني تَمِيِم .. عند أكثرهم ليس عندهم كلهم، فهو ممنوعٌ من الصَّرف للعمليَّة وهذا واضح، والعدل، عدلٌ عن ماذا؟ كما أنَّ (عمر) عدلٌ عن (فاعل) هذا عدلٌ عن (فَاعِلَةٍ) فيقولون (جَاءَتْنِي حَذَامُ وَرَأيْتُ حَذَامَ وَمَرَرْتُ بِحَذَامَ) (جَاءَتْنِي حَذَامُ) بِالرَّفْعِ ليس هو كَالشَّأنْ في لغة الحجازيين.
(إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقوهَا ... فَإِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ)
(حَذَامِ) في الموضعين ما إعرابه؟ فاعل والفاعل مرفوع وهنا لم يُرْفَعْ، إذاً مبنيٌّ على الكسر تشبيهاً له بـ (نَزَالِ) يعني: أشبه (نَزَالِ) فبني ولِمَ بُنِي على الحركة؟ ليُعْلَم أنَّ له أصلاً في الإعراب، ولِمَ كانت الحركة كسرة (حَذَامِ)؟ وَالأَصْلُ فِي الْمَبْنِيِّ أَنْ يُسَكَّنَا .. الميم تكون ساكنة، ولكن التقى السَّاكِنَان الألف والميم فَحُرِّكَ على أصله للتَّخَلُّص من التقاء السَّاكنين فكان كسرةً.