وإن وجد في (فُعَلْ) مانع مع العلميَّة لم يُجْعَل معدولاً، يعني: إن وجِد عِلَّة أخرى يُمكن تركيبها مع العَلميَّة رجعنا إليها، ولا نحكم عليه بالعدل .. بأنَّه معدول عن غيره، لأنَّها عِلَّة عليلة كما ذكرنا، نحو: طُوى، فإنَّ منعه للتَّأنِيِثْ والعَلميَّة، ليس لكونه معدول عن: طاوي، لا، ولو كان مُحتملاً لأنَّه اسم مؤنَّث .. اسم مكان، حينئذٍ نقول: وجد فيه التَّأنيث، ووجد فيه العلميَّة، فالأولى أن نَجعل التَّأنيث هو العِلَّة التي رُكبَت مع العَلمية فمنعته من الصَّرف.

ونَحو: تُتَلْ، اسمٌ أعجمي فالمانع له العُجْمَة والعلميَّة عند من يرى منع الثُّلاثي للعُجْمَة، إذ لا وجه لتَكَلُّف تقدير العدل مع إمكان غيره، ويَلتَحق بهذا النَّوع ما جُعِل عَلَماً من المعدول إلى (فُعَلْ) في النِّداء، سبق: غُدَرْ، وَفُسَقْ، وَلُكَعْ، أنَّه سَبُّ بِماذا؟ (خَبَاثِ) هذا للمؤنَّث و (فُسَقْ) للمذكَّر، لو جُعِل عَلَمًا، هذا واضح أنه معدول.

ويَلتحِق بهذا النَّوع ما جُعِل عَلَماً من المعدول إلى (فُعَلْ) في النِّداء كـ: غُدَرْ وَفُسَقْ، فحكمه حكم (عُمَرْ).

قال المصنِّف ابن مالك: " وهذا أَحَقُّ من (عُمَرْ) بمنع الصَّرف، لأنَّ عَدْلَه مُحَقَّق وعَدْل (عمر) مُقَدَّر " يعني: ما كان على وزن (فُعَلْ) من سَبِّ المذكَّر هذا معدول، وعدله مُحقَّق، يعني: موجود .. مذكور .. ملفوظٌ به ولا إشكال فيه، وأمَّا في نحو: عُمَرْ، وهذا مُقدَّر، فأيُّهما أولى بالمنع؟ ما كان على وزن (فُعَلْ) وهو مثل: فُسَقْ، وَلُكَعْ، وَخُبَثْ، وهو مذهب سيبويه، ومذهب الأخفش صرفه.

إذاً: هذان نوعان، وعدَّ بعضهم الثَّالث: هو ما كان على وزن: فُسَقْ وَغُدَرْ، ونحو ذلك.

هذه ثلاثة أنواع من العدل تُمنع مع العلميَّة.

وَالْعَلَمَ امْنَعْ صَرْفَهُ إِنْ عُدِلاَ ... كَفُعَلِ التَّوْكِيْدِ. . . . . . . . . . .

هذا نوعٌ (أَوْ كَثُعَلاَ) المراد بـ (ثُعَلاَ) هنا قلنا: اسم رجل، أو علم جنس للثَّعلب، والألف هنا للإطلاق.

وَالعَدْلُ وَالتَّعْرِيفُ مَانِعَا سَحَرْ ..

هذا النَّوع الثَّالث من المعدول، وهو لفظ (سَحَر) إذا أُريِد به يومٌ بعينه، إذا أُريِد به يومٌ بعينه حينئذٍ صار عَلَماً، لأنَّه يُطلَق اللفظ ويعيَّن مسمَّاه، وهو زمنٌ خاص، إذاً: يُستعمل (سَحَر) عَلَماً، وذلك فيما إذا أطْلِق وأريد به زمنٌ معيَّن، وقد يُستعمل مُبهماً، يعني: لم يُرد به زمنٌ مُعيَّن، متى يُمنع من الصَّرف؟ قال:

إِذَا بِهِ التَّعْيِينُ قَصْداً يُعْتَبرْ ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015