(وَالْعَجَمِيُّ الْوَضْعِ وَالتَّعْرِيْفِ) إذاً: العَجَمي ما نُقِلَ من لسان غير العرب ولا يَختَص بلغة الفرس (الْوَضْعِ) يعني: في وضع العجم أن يكون عَلَماً عندهم، فتَنقُله إلى العرب، ويكون عَلَماً، فإن لم يكن عَلَماً عندهم، فنقلته وجعلته عَلَماً، فهو من الأمثلة، لا يُمنَع من الصَّرْف لتَخلُّف الشرط، ولذلك نَصَّ على الوضع، والوضع هو جعل اللفظ دليلاً على المعنى ابتداءً.

حِينئذٍ ما وضع عَلَماً في لسانهم واستعملناه عَلَماً في لساننا مُنِع من الصَّرْف، وما لم يكن كذلك فلا، لكن يُزَاد على هذا الشرط قال: (مَعْ زَيْدٍ عَلَى الثَّلاَثِ) أن يكون زائداً على ثلاثة أحرف أربعة فصاعداً.

أي: مِمَّا لا يَنْصرِف ما فيه فرعيَّة المعنى بالعَلميَّة، وفرعية اللفظ بكونه من الأوضاع العجمية، لكن بشرطين:

الأول: ما أشار إليه بقوله: (وَالتَّعْرِيْفِ) أن يكون علماً في لغتهم.

الثاني: أن يكون زائداً على ثلاثة أحرف، كـ: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، أعجمية هذه وجاءت في القرآن وهي ممنوعة من الصَّرْف، حِينئذٍ منعها من الصَّرْف لسببين .. عِلَّتين: الأولى العَلميَّة وهي في لسان العجم كذلك، وثانياً: زائدةً على ثلاثة أحرف.

فإن كان الاسم الأعجمي عَجَمي الوضع غير عَجَمي التَّعريف، يعني: عندهم هو من لسانهم مثل: لِجَام (لِجَام) هذه عَجَميَّة لكنها اسم جنس لم تُستَعمل عَلَماً، فإذا أخذناها من لسانهم وجعلناها عَلَماً حِينئذٍ نقول: لِجَام عَجَمي الوضع غير عَجَمي التَّعرِيف .. العَلميَّة، لأنه وضع عندهم اسم جنس لا عَلَم، حِينئذٍ إذا استعملناه عَلَماً انصرف على الأصل.

فإن كان الاسم عَجَمي الوضع غير عَجَمي التَّعرِيف انصرف كـ: (لِجَام) إذا سُمِّي به رجل، لأنه قد تُصُرِّف فيه بنقله عَمَّا وضَعَته العجم له، فألحق بالأمثلة العربية.

(وَالْعَجَمِيُّ الْوَضْعِ) يعني: العَجَمي وضعه (وَالتَّعْرِيْفِ) يعني: تعريفه، لا بُدَّ أن يكون في الوضع أعجمياً .. في لسان العجم، وأن يكون مستعملاً أصالةً في العَلميَّة، وهو التعريف الذي عناه الناظم في لسان العجم (مَعْ زَيدٍ) (مَعْ) هذا حالٌ من الضمير في العجمي (الْعَجَمِيُّ) هذا نسبة، سيأتي أنه يَتحمَّل الضمير مثل: قُرَشي، ولذلك يُقال: زيدٌ قُرشيٌ أبوه (أبوه) هذا فاعل، العامل فيه قرشي.

(وَالْعَجَمِيُّ الْوَضْعِ وَالتَّعْرِيْفِ مَعْ) إذاً: (مَعْ) هذا حالٌ من الضمير في (الْعَجَمِيُّ) (مَعْ) مضاف و (زَيْدٍ عَلَى الثَّلاَثِ) (زَيدٍ) هذا مصدر زاد يزيد زيادةً، حِينئذٍ المراد به ما زاد الزيادة المعلومة (زَيْدٍ عَلَى الثَّلاَثِ) (عَلَى الثَّلاَثِ) هذا مُتَعلِّق بـ: (زَيدٍ) (عَلَى الثَّلاَثِ) أيضاً حَذَف التاء لأنه مضافٌ في التقدير إلى الأحرف، والحرف يُذكَّر ويؤنث.

أمَّا الثلاثي العَجَمي ففيه ثلاثة مذاهب:

الأول: أنَّ العُجْمة لا أثر لها فيه مُطلقاً، يعني: مصروف.

الثاني: أنَّ ما تَحرَّك وسطه لا ينصرف، وفيما سكن وسطه وجهان، هذا مذهبٌ: أنَّه إذا تَحرَّك الوسط امتنع، وإذا سكن فيه وجهان.

الثالث: أنَّ ما تَحرَّك وسطه لا ينصرف، وما سكن وسطه ينصرف، يعني: دون تجويز الوجهين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015