(الوَصْفِيَّة) فرعٌ عن الموصوف، لأنَّها وصف إذا قيل (عَطْشَان) هذا وصف لشخصٍ متَّصف بالعطش، إذاً الوصف مفتقرٌ إلى الموصوف، وكونه بزائدين وهما الألف والنُّون هذا فرعٌ عن المزيد، وإنَّما مُنِع نحو (سَكْرَان) من الصَّرف لتحقق العلَّتين الفرعيَّتين فيه، أمَّا فرعيَّة المعنى فلأنَّ فيه الوَصْفِيَّة وهي فرعٌ عن الجمود، لأنَّ الصِّفة تحتاج إلى موصوفٍ يُنْسَب معناها إليه والجامد لا يحتاج إلى ذلك.
وأمَّا فرعيَّة اللفظ فلأنَّ فيه الزِّيادتين المضارعتين لألفِّي التَّأنيث في نحو (حَمْرَاء) في أنَّهُما في بناءٍ يخصُّ المذكَّر كما أنَّ ألفِّي (حَمْرَاء) في بناءٍ يخصُّ المؤنَّث، إذاً (حَمْرَاء) هذا سيأتي التَّفصيل فيه.
قيل التَّأنيث هنا حاصلٌ بألفٍ وهمزة وهذا فيه نظر، لأنَّه لا يجتمع علامتان على اسمٍ واحد، لا بُدَّ من واحدٍ منهما، على كُلٍّ المراد هنا أنَّ (حَمْرَاء) فيه علامتان زائدتان للدَّلالة على التأنيث وهو خاصٌّ بالمُؤَنَّث، هنا (فَعْلاَنَ) له مؤَنَّث إذاً هو صار خاصاً بالمُذَكَّر، إذاً فيه زيادتان خاصَّتان بالمُذَكَّر، إذاً أشبه (حَمْرَاء وصَحْرَاء).
وأنَّهما لا تلحقهما التَّاء فلا يقال (سَكْرَانْة) كما لا يقال (حَمْرَاءَة) مع أنَّ الأول من كلٍّ من الزِّيادتين ألف: (سَكْرَانْ وحَمْرَاء) الألف، والثاني: حرفٌ يُعَبِّر عن المتكلِّم في (أَفْعَل ونَفْعَل) الذي هو (حَمْرَاء) الهمزة، والنُّون بعد الألف (نَفْعَلُ) فلما اجتمعا في نحو (سَكْرَان) الفرعيَّتان امتنعا من الصَّرف، على كُلٍّ هذا تعليل فيه نظر.
هنا قال ابن عقيل: بشرط ألا يكون المُؤَنَّثْ في ذلك مختوما بتاء التأنيث وذلك نحو (سَكْرَانْ وعَطْشَانْ وغَضْبَانْ) فتقول هذا (سَكْرَانُ ورَأْيِتُ سَكْرَانَ)، إذاً هذا (سَكْرَانُ) ممنوعٌ من التَّنوين ولم يُمْنَع من الخفض لعدم وجود عامله فلا اعتراض حتى لو نُوِّن في الشعر وقيل صُرِفَ حينئذٍ صُرِفَ لكون المقتضي للجَر منتفي حينئذٍ لا يُعْتَرض بكونه هذا ممنوعاً من الصَّرف، نقول نعم صُرِف لعدم وجود المقتضي للخفض لكن إذا اجتمعا فلا إشكال؟؟؟.
فـ (سَكْرَان) هنا نقول: ممنوعٌ من الصَّرف للوصفية وزيادة الألف والنُّون وحينئذٍ يُسْلب التَّنوين و (رَأْيِتُ سَكْرَانَ) ولا تقل (سَكْرَاناً) (وَمَرَرْتُ بِسَكْرَانَ) بالفتحة نيابةً عن الكسرة فتمنعه من الصَّرف للصِّفَة وزيادة الألف والنُّون، والشرط موجودٌ فيه لأنَّك لا تقول للمؤنثة (سَكْرَانَة) باللغة الفصحى، وإنَّما تقول (سَكْرى) وكذلك (عَطْشَان وغَضْبَان) فتقول (امْرأَةٌ عَطْشَى وغَضْبَى) ليس فيه التَّاء، إذاً:
............................. سَلِمْ ... مِنْ أَنْ يُرَى بِتَاءِ تَأْنِيْثٍ خُتِمْ
ولا تقول: عَطْشَانَة، ولا غَضْبَانَة، فإن كان المُذَكَّر على (فَعْلاَنْ) والمُؤَنَّثْ على (فَعْلاَنَة) صرفتَ فتقول: هذا رَجُلٌ سَيفَانٌ، يعني: طويل، وَرَأَيْتُ رَجُلاً سَيفَانَاً، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ سَيفَانٍ، فتصرفه لأنَّك تقول للمؤنَّثة (سَيفَانَةُ) أي: طويلة.