(وَليُجْرَ مُجْرَى ذِي)، (مُجْرَى) مضاف، و (ذِي) مضاف إليه، يعني: صاحب، (ذِي) مضاف و (بِنَاءٍ) مضاف إليه، و (جُدِّدَا) هذا مُغيَّر الصيغة، والألف: للإطلاق.

(وَانْوِ انْضِمَامَ مَا بَنَوا قَبْلَ النِّدَا)، (انْوِ انْضِمَامَ) عَرفْنَا أن المُنَادى المعرَّف المُفرد يكون مبنياً، حينئذٍ لا إشكال فيما إذا كان معرباً ثُم بُنيَ، أنه يُبنىَ على ضَمٍّ ظاهر، لكن إذا كان قبل النداء هو مبني، قال: (انْوِ انْضِمَامَ مَا بَنَوا) يعني: مَا بَنَوه قبل النداء مثل: سيبويه، سيبويه: هذا مركبٌ مزجي مختوم بـ: (ويه) مبني قبل النداء، فإذا قلت: يا سيبويه تبقيه على حاله من حيث اللفظ، وتَنوي انْضِمَامَ آخره، حينئذٍ تقول: سيبويه مُنادى مفرد، ولذلك قلنا في المفرد: دخل المركب المزجي، ومنه: سيبويه ومعدِكرب، فتقول: يا سيبويه (يا) حرف نداء، وسيبويهِ: مُنادى مبني على ضمٍّ مُقدَّر، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة البِناء السابق، هذا وجهٌ في الإعراب.

(وَانْوِ انْضِمَامَ) كـ: (سيبويه) و (حذامي) في لغة الحجاز، وخمسة عشر .. يا خمسةَ عشر، لو سميت رجل: يا خمسة عشر، حينئذٍ خمسة عشر يكون مبنياً، وحينئذٍ البِناء لا يمكن أن يكون له محلان هنا؛ لأنه ليس مُعْرَباً، إنما المحل يكون باعتبار النصب، وأمَّا البِناء التي هي الضَمَّة حينئذٍ تُقدَّرُ على آخره، منع من اشتغالها حركة البِناء السابق. وخمسة عشر فتقول: يا سيبويه، يَظهرُ البِناء ونيةُ البِناء تظهرُ في النعت، تقول: يا سيبويهِ العالمُ .. العالمَ .. العالمَ لا إشكال أنه جاء من حيث إتباعهُ للمحل؛ لأن سيبويه في محل نصب.

طيب! بقي ماذا؟ العالمُ .. يا سيبويه العالمُ، العالمُ: نعت لسيبويه، من أين جاءت هذه الضمة؟ نقول: هذه ضمة تابع المُنَادى، لأن التابع يجوز أن يُتبعَ بالضَمِّ إتباع ما قبلهُ: يا زيدُ الظريف، الظريف هنا بالضم بناءً على حركة البِناء، يا سيبويه العالمُ، دَلَّ على أن ثَم ضمة منوية في سيبويه. فتقول: يا سيبويه العالمُ، برفع العالم ونصبه .. العالمُ .. العالمَ، كما تفعل في تابع ما تَجدَّد بناؤه، لم يكن مُعرَباً ثم تَجدَّدَ بناؤه، تقول: يا زيدُ الظَريفُ الظَريفَ، مثل: يا سيبويه العالمُ العالمَ، فيستوي فيه الوجهان، إذاً: لا فرق في البِناء هنا في قوله:

وَابْنِ المُعَرَّفَ المُنَادَى المُفْرَدَا ... عَلَى الَّذِي فِي رَفْعِهِ قَدْ عُهِدَا

إن كان قبل النداء هو مبني حينئذٍ بقيَ بناؤه على ما هو عليه، ونُوِي الضم على آخره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015