وأمَّا الضمير فيمتنع حذف (يا) إذا قيل: بأنه يجوزٌ إدخال (يا) على المناداة .. ضمير المخاطب، نقول: لتفويت الدلالة على النِداءِ مع الضمير، وعَدَّ في التسهيل من هذا النوع لفظ الجلالة: الله، يعني: مما لا يجوز حذف حرف النداء معه المندوب، والمضمر، والمستغاث، ولفظ الجلالة: الله، فيقال: يا الله ولا يقال: الله بناءً على حذف (يا) النداء، والمُتعجب منه كذلك، وأمَّا في لفظ الجلالة يمتنع؛ لأن نداءه على خلاف الأصل لوجود (أل).

قاعدة في المُنَادى: أن لا يكون المُنَادى مُحلىً بـ (أل) يا الرجل هذا ممتنع .. يا المؤمن هذا ممتنع، لا بُدَّ أن يكون ثَمَّ وُصْلة بين (يا) النداء والمُنَادى، حينئذٍ نقول الأصلُ: المنع. لأن نداءه على خلاف الأصل لوجود (أل) فيه، فلو حُذِفَ حرف النداء لم يدل عليه دليل، بخلاف ((يُوسُفُ أَعْرِضْ)) [يوسف:29] (يا) يُوسُفُ، أمَّا: اللهُ حينئذٍ نقول: إذا حُذِفَ (يا) الأصل في المحلى بـ (أل) أنه لا تدخُل عليه (يا) النداء، حينئذٍ كيف يُفهم حذفُ (يا) النداء؟ ولذلك امتنع.

والمُتَعجب منه؛ لأنه كالمستغاث لفظاً وحكماً، إذاً: زادوا هذين الاثنين مع الثلاثة فصارت خمسة: المندوب، والمُضمر، والمستغاث، ولفظ الجلالة: الله، والمتعجب منه؛ لأنه كالمستغاث كما سيأتي في محله.

وعَدَّ في التوضيح المُنَادى البعيد .. سادساً: المُنَادى البعيد؛ لأن مَدَّ الصوت معه مطلوبٌ ليسمع فيُجيب، والحذف ينافيه: يا زيد .. بعيد هو، فإذا حُذِفت (يا) النداء حينئذٍ نقول: هو ما جِيءَ بحرف النداء إلا من أجل إبلاغ الصوت ليسمع، حينئذٍ إذا حُذِفَ كيف يسمع؟ قال: هذا يمتنع فيه، إذا كان بعيداً المُنَادى يمتنع حذف حرف النداء، إذاً هذه ستة مما يمتنع فيها حذف النداء.

(وَذَاكَ فِي اسْمِ الجِنْسِ وَالمُشَارِ لَهْ قَلَّ)، (وَذَاكَ) أي: التَعَرِّي من الحروف .. المشار إليه: التَعَرَّي (قَدْ يُعَرَّى)، إذاً: أشار إلى المصدر: (قَدْ يُعَرَّى).

(وَذَاكَ) أي: التَعَرِّي من الحروف (فِي اسْمِ الجِنْسِ قَلَّ)، (قَلَّ) فِي اسْمِ الجِنْسِ، (ذَاكَ) مبتدأ، وجملة قَلَّ في محل رفع خبر، و (فِي اسْمِ الجِنْسِ) مُتَعلِّق بـ: (قَلَّ)، والمراد باسْمِ الجِنْسِ: النكرة.

(وَالمُشَارِ لَهْ) في اسْمِ الجِنْسِ قلنا المراد به: النكرة، لكن يُقَيَّد المُعَيَّن، النكرة سيأتي: نكرة مقصودة، ونكرة غير مقصودة، هنا المراد باسْمِ الجِنْسِ: النكرة المقصودة .. المُعَيّن: هي التي لا يجوز حذف النداء، أو أنه يجوز لكنه على قلة، فيه خلاف.

(وَالمُشَارِ لَهْ) يعني: إذا كان المُنَادى اسم إشارة: يا هذا أقْبِل .. يا هذا خُذ معك كذا، حينئذٍ نقول: لو قيل هذا خُذ معك، قد لا يُفْهَم أنه مُنَادى إذا حُذِفَ حرفُ النداء، ولذلك منعَ البعض وجَوَّزَ البعض لكنه على قلةٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015