(وَلاَ يَكُونُ) هذا يكون: فعل مضارع ناقص، والضمير المستتر اسم يكون، (إِلاَّ غَايَةَ الَّذِي تَلاَ) أين خبر يكون؟ (الَّذِي) اسم موصول مضاف إليه، و (تَلاَ) فعل ماضي، وفاعله ضميرٌ مستترٌ جوازاً، والجملة لا محل لها صلة الذي، وجملة تكون واسمه خبر في محل نصب حال، أين خبر يكون؟ غَايَةَ، وغَايَةَ: مضاف، والَّذِي: مضاف إليه، وتَلاَهُ: الضمير المحذوف هنا العائد يكون صلة الموصول، وجملة: (لاَ يَكُونُ) أعربها محيي الدين أنها: في محل نصب حال.

من ماذا؟ اعطف بعضاً حال كونه لا يكون إلا غاية الذي تلا، هذا محتمل.

(إِلاَّ غَايَةَ) يعني: آخر الشيء (الَّذِي تَلاَ) الذي هو المعطوف وحذف الضمير.

قال ابن عقيل: " يشترط في المعطوف بـ (حتى) أن يكون بعضاً مما قبله وغايةً له " ولذلك عَبَّر ابن هشام عن هذا المعنى: أن (حتى) للغاية والتدريج، ومعنى الغاية: آخر الشيء، والتدريج: أن ما قبلها ينقضي شيئاً فشيئاً، هذا صحيح: قدم الحجاج حتى المشاة، ما يأتون دفعة واحدة .. لحظة واحدة، وإنما يأتون شيئاً فشيئاً، مات الناس حتى الأنبياءُ .. شيئاً فشيئاً، لا يموتون دفعةً واحدة، أكلت السمكة حتى رأسَها لا يقع دفعةً واحدة.

إذاً التدريج: أن ما قبلها ينقضي شيئاً فشيئاً إلى أن يبلغ الغاية، في زيادةٍ أو نقصٍ، نحو: مات الناس حتى الأنبياءُ، وقدم الحجاج حتى المشاةُ.

نقف على هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... !!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015