إحداهما: اختلاف معنى النعتين، أو النعوت، يعني: إذا اختلف معنى النعت: مررت بالزيدين الكريم والبخيل، الكريم والبخيل تعددت النعوت هنا، والمنعوت مثنى، مررت برجال كريم وبخيل وسفيه، هذه تعددت النعوت والمنعوت جمع.
إحداهما: اختلاف معنى النعتين أو النعوت، فهذه يعطف فيها النعت بعضها على بعض، يعني النعوت كلها يعطف بعضها على بعض، فلا يصح أن تقول: جاء الزيدان البخيل الكريم، وإنما يجب أن يعطف الثاني على الأول، فتقول: جاء الزيدان الكريم والبخيل.
إذا اختلفت حينئذٍ وجب التفريق، إذا اختلفت فَعَاطِفاً فَرَّقْهُ، فرقه بالعاطف وهو حرف الواو على جهة الخصوص. فهذه يعطف فيها النعوت بعضها على بعض بالواو خاصة، نحو: مررت برجلين كريمٍ وبخيل، أو برجالٍ كريمٍ وبخيلٍ وعاقلٍ، إذاً: إذا كان المنعوت مثنى أو جمعاً وتعددت النعوت فحينئذٍ ننظر فيها، اختلفت أم اتفقت؟ اختلفت بخيل، كريم، عاقل .. هذه معاني متحدة أو مختلفة؟ مختلفة، إذاً فرقه، ائت بحرف العطف فتقول: جاء الزيدون الكريم، والبخيل، والعاقل بالواو واجب؛ لأنه يمتنع أن تثني النعت أو أن تجمعه، فتقول: مررت برجال كريم وعاقل وسفيه، نقول: وجب التفريق، هذه الصورة الأولى.
الثانية: أن تكون مؤتلفة، يعني بمعنى واحد، زيد كريم والثاني زيد كريم، فتقول: جاء الزيدان الكريم والكريم، أو تقول: الكريمان؟ الكريمان هو هذا المراد، إذا كان المنعوت مثنى وكان النعت مؤتلفاً، يعني: متفقاً: كريم وكريم وكريم، فتقول: جاء الرجال الكرماء، فلا تقل: جاء الرجال الكريم والكريم والكريم، هذا يخالف لسان العرب وهو القاعدة الكبرى: الاختصار، لا بد من الاختصار، حينئذٍ بدلاً من أن نأتي بالألفاظ على أصلها: الكريم والكريم والكريم، نقول نجمعها.
إذاً الصورة الثانية: ائتلافهما أو ائتلافها، فهذه يستغنى فيها بالتثنية والجمع عن العطف، نحو: مررت برجلين كريمين، ولا تقل: برجل كريم كريم، ولا: برجل كريم وكريم، لماذا؟ لاتفاق لفظي النعت، وتقول: مررت برجال كرام، بدلاً من أن تقول: برجال كريم كريم كريم، هذا مراده بهذا البيت.
(وَنَعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ).
نَعْتُ مبتداً وهو مضاف و (غَيْرِ وَاحِدٍ) هذا مضاف إليه.
و (وَاحِدٍ) هذا نعت لمحذوف تقديره: ونعت غير منعوتٍ واحدٍ. لا بد من هذا، والمراد به المثنى والمجموع فقط.
(إِذَا اخْتَلَفْ فَعَاطِفاً فَرَّقْهُ) إذا اختلف لفظاً ومعنى، كالعاقل والكريم في المثال الذي ذكرناه، أو معنى لا لفظاً، أو لفظاً لا معنى، إذاً الاختلاف إما أن يكون في اللفظ والمعنى معاً، أو في اللفظ دون المعنى، أو في المعنى دون اللفظ، القسمة ثلاثية عقلية كلها مرادة.
(وَنَعْتُ غَيْرِ وَاحِدٍ إِذَا اخْتَلَفْ) أي لفظاً ومعنى، كالعاقل والكريم، أو معنى لا لفظاً كالضارب من الضرب بالعصا مثلاً والضارب من الضرب في الأرض أي: السير فيه، أو لفظاً لا معنى كالذاهب والمنطلق.