الحال المؤكِّدة لعاملها هذا قسم, والحال المؤكِّدة لمضمون الجملة هذا قسم, تعينَ في الأولى أن تكون فعلية, لأن الحال أكَّدت العامل, والعاملُ لا يكون إلا فعلاً أو ما فيه رائحة الفعل, هذه قسيمة لها، دلَّ على أنها اسمية, كذلك هما جامدان وجزءاهما معرفتان.

وَإِنْ تُؤَكِّدْ جُمْلَةً وإن تؤكِّد الحال هي، الضمير يعود على (الحال).

جُمْلَةً عرفنا قوله جملة, هذا يُشترَط فيه أن تكون اسمية, جزءاها معرفتان جامدان, والتعليل كما سبق.

فَمُضْمَرُعَامِلُهَا: يعني محذوف, عاملها محذوف.

وَلَفْظُهَا يُؤَخَّرُ: يعني لفظ الحال يُؤخَّر, هذا من المواضع التي ذكرناها في الست المسائل التي يجبُ فيها أن تكون الحال مُؤخَّرة عن عاملها أو عن صاحبها.

وَلَفْظُهَا يُؤَخَّرُ: وَلَفْظُهَا (الواو) هذه استئنافية, يعني: الجملة مُستأنفة أفادت حُكماً غير معلوم من السابق.

وَلَفْظُهَا يُؤَخَّرُ يعني لفظ الحال يُؤخَّر عن الجملة فلا يتقدَّم الجملة ولا يتوسَّط الجملة.

وَلَفْظُهَا يُؤَخَّرُ عن الجملة وجوباً أيضاً، لضعف العامل؛ لأنَّ العاملَ ضعيف فيجبُ تأخيره عما هو كالعوض منه وهو الجملة, كأن الجملة عوض عن العامل حينئذٍ لا تتقدَّم الحال عليه.

وأيضاً لأنها مؤكِّدة, حال مؤكِّدة, والمؤكِّد بعد المؤكَّد.

قال الشارح: هذا هو القسمُ الثاني من الحال المؤكِّدة, وهي ما أَكدت مضمون الجملة, ما المرادُ بضمون الجملة؟ المُسند والمسند إليه, ما المراد بمضمون الجملة؟ يعني مدلول الجملة, ليسَ هو اللفظ "زيد أخوك", المراد كون زيد أخاك, مضمون الجملة مم نأخذه؟

إن كان الخبر مُشتقّاً حينئذٍ نظرنا في المصدر فأضفناهُ إلى اسمها, زيد قائم: قيام زيد, هذا مضمونُ الجملة, مضمونُ الجملة نأخذه كيف؟ نقول: ننظرُ في الخبر إن كان مُشتقاً حينئذٍ نظرنا إلى المصدر، نُضيفُهُ إلى المبتدأ، تقول: قيام زيد, هذا مضمونُ الجملة, وإذا كان غير مُشتقّ حينئذٍ نظرنا إلى الكون, نأتي بلفظِ الكون مَصدر كان، فنضيفهُ إلى الاسم، ثم نأتي بالخبر منصوباً على أنه خبرٌ للكون، "زيد أخوك", "زيد قائم" ليس واردًا معنا هنا؛ لأن الخبر مُشتقّ والكلام مفروض فيما إذا كان المبتدأ والخبر جامدين, حينئذٍ نقول: زيد أخوك, ما مضمون الجملة؟ كون زيد –انظر جئتَ به مُضافا إليه- "أخاك" جئتَ بالخبر منصوباً على أنه خبرٌ للكون, "كون زيدٍ أخاك" هو الذي تؤكِّده الحال, زيد أخوك.

قال: وشرطُ الجملة أن تكون اسمية وجزءاها معرفتان جامدان, وعرفنا المأخذَ من كلام الناظم, هذه شروطٌ كلُّها مأخوذة من كلام الناظم، من قوله: جملةُ إلى آخر ما ذكرناه.

نحو ماذا؟ زيد أخوك عَطوفاً, وأنا زيد معروفة, إذن "زيد أخوك" جملة اسمية جزءاها معرفتان, زيد معرفة وأخوك معرفة, وجامدان كذلك ليس فيهما ما هو فعل أو ما فيه رائحة الفعل, وأنا زيد (أنا) مُبتدأ وزيد خبر وهي جملة اسمية, معروفاً, فعطوفاً ومعروفاً حالان وهما منصوبان بفعل محذوف وجوباً, حينئذٍ نقولُ: عطوفاً هذا أكَّدَ مضمون الجملة لأنه وقعَ بعد جملة اسمية, جزءاهما معرفة وجامدان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015