بعينه، وانتصاب آثرًا على الحال، وهو بمعنى: مؤثرًا [له على غيره] والتقدير: افعل هذا مؤثرًا له على غيره، ومقدمًا له ومبتدئًا به، ويقال أيضًا: فعلته آثر ذي أثير، قال الشاعر:
(وقالت ما تشاء فقلت ألهو ... إلى الإصباح آثر ذي أثير)
ويقال أيضًا: افعله إثر ذي أثير أو ذي بدء، أي: أول كل شيء.
قوله: (خذ ما صفا ودع ما كدر) قال معناه: خذ ما خلص وأتاك عفوًا سهلاً، ودع ما تكدر عليك وصعب، في كدر ثلاث لغات: كدر بكسر العين، وهي أفصحها، وكدر بفتح العين، وكدر بضمها، واسم الفاعل منه: كدر، ولم يقولوا: كادر ولا كدير.
قوله: (تقول: ما يحلي وما يمر)
قال الشارح: هو من الحلاوة والمرارة، أي: إنه لا يحلو للأحباء ولا يمر للأعداء، فهو لا يصلح لخير ولا لشر، وهو كقول الشاعر:
(سليخ مليخ كلحم الحوار ... فلا أنت حلو ولا أنت مر)
فالسليخ والمليخ: هو الذي لا طعم له، وإنما المحمود عندهم أن يكون كقول الآخر:
(أمر على الأعدا ويخشن جانبي ... وذر الود أحلولي له وألين)
(36 أ) وقال الشاعر: