السماع القياس، وقد قال أبو دؤاد الإيادي وناهيك به حجة:
(من لعين بدمعها موليه ... ولنفس بما عراها شجيه)
قوله: (وهو أحر من القرع وهو جدري الفصال)
قال الشارح: قال ابن قتيبة: وهو بثر يخرج بالفصلان تحت أوبارها، وقال يعقوب: القرع يخرج بالفصال أبيض ود واؤه الملح وجباب ألبان الإبل، والجباب شيء يعلو ألبان الإبل كالزبد، ليس للإبل زبد، وقال الأصمعي: إذا لم يقدروا على الملح نضح جلد الفصيل الذي به القرع بالماء وجر في الأرض السيخة، وحكى الأصبهاني في كتاب أفعل من كذا، أنه يقال: (أحر من القرع) بفتح الراء وتسكينها، وفسر القرع المتحرك الراء بنحو من تفسير ابن قتيبة، قال: وأما القرع بسكون الراء: فإنهم يعنون قرع الميسم وأنشدوا:
(كأن على كيدي قرعة ... حذارًا على البين ما تبرد)
وقال القرع أيضًا: الضراب يريد قرع الفحل الناقة.
قال الشارح: والذي يذهب إليه العامة بقولهم: (أحر من القرع) بسكون الراء إنما هو القرع المأكول، وإنما يضربون به المثل في الحر، وإن كان باردًا في طبعه؛ لأنه يمسك حر النار إذا طبخ إمساكًا شديدًا، فلا يزال عنه إلا بعد مدة.
قوله: (وتقول: افعل ذاك آثرًا ما أي: أول كل شيء)
قال الشارح: ما هاهنا مجهولة، كما تقول: جئتك يومًا ما، ولست تريد يومًا