بضم العين، وتسمع بنصبها على إضمار أن، وأكثرهم يقول: لا أن تراه) قال أبو عبيد: وأخبرني ابن الكلبي: أن هذا المثل إنما ضر للصقعب بن عمرو النهدي، قاله فيه النعمان بن المنذر، وأما المفضل فحكي عنه: أنه قال (33 ب): المثل للمنذر بن ماء السماء قاله لشقة بن ضمرة التميمي، وكان يسمع به فلما رأه اقتحمته عينه، فقال: (تسمع بالمعيدي لا أن تراه) فقال شقة: أبيت اللعن: (إنما المراء بأصغريه لسانه وقلبه، إذا نطق نطق ببيان، وإذا قاتل قاتل بجنان) فعظم في عينه وأجزل عطيته، وسماه باسم أبيه، فقال له: أنت ضمرة بن ضمرة، فقوله: تسمع بالمعيدي لا أن تراه، تسمع: منزل منزلة سماعك، وهو مرتفع بالابتداء، ولا أن تراه: معطوف عليه، قال الشاعر:
(نفاك الأغر بن عبد العزيز ... وحقك تنفى من المسجد)
والتقدير: حقك النفي، وقال امرؤ القيس:
(فدمعهما سكب وسح وديمة ... ورش وتوكاف وتنهملان)
والتقدير: وانهمال، ولولا ذلك لما جاز عطف (لا أن تراه) على (تسمع) لأن (أن) مع الفعل بتأويل المصدر والمصدر اسم ولا يعطف اسم على الفعل وخبر تسمع محذوف والتقدير: سماعك بالمعيدي أعظم وأكثر لا رؤيته، أي: خبره أعظم من رؤيته، ومن روى: (لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) كانت اللام لام الابتداء، لأنها مع الفعل بتأويل المصدر، والتقدير: لسماعك بالمعيدي متعلق بالسماع، وخبر: خبر السماع، ومن روى: (تسمع بالمعيدي) بنصب الفعل، أضمر أن ونصب بها