قال رحمه الله: [ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم والحكمة -لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته- من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم؟! أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان، وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم وأشباههم؛ أعلم بالله من ورثة الأنبياء وأهل القرآن والإيمان؟] .
وهذا أيضاً استدلال آخر في بيان صحة ما عليه السلف، وهو: النظر إلى من أخذ عنه هؤلاء ومن أخذ عنه أولئك، فالسلف أخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمحال أن يكون من أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنقص طريقة ممن أخذ عن المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس، فإن المتكلمين ورثوا ما ورثوا من خيالات وشبهات ظنوها علماً؛ ورثوها عن اليونان والهند وغيرهم من المتفلسفة وغيرهم ممن ينطق بالخيالات ولا يعتمد في ذلك على وحي من السماء، فشتان بين أصحاب هاتين الطريقتين، وهذا من الأدلة على صحة طريقة السلف وسلامتها وضلال طريقة هؤلاء وبعدها عن صراط الله المستقيم.