الإيمان، وأصله، وليس معهم جميع الإيمان الواجب الذي يستوجبون به الجنة"1.
وأما الحرورية، وهم الخوارج، وكذلك المعتزلة فيقولون: "صاحب الكبائر الذي لم يتب منها مخلد في النار، ليس معه شيء من الإيمان، ثم الخوارج تقول: هو كافر. والمعتزلة توافقهم على الحكم لا على الاسم"2، فيقولون فيه: "بل ينزل منزلة بين المنزلتين، فنسميه فاسقاً لا مسلماً، ولا كافراً"3.
وأما المرجئة والجهمية فعندهم أن صاحب الكبيرة مؤمن كامل الإيمان4، فهؤلاء "وافقوا أهل السنة على أنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد، ثم ظنوا أن هذا لا يكون إلا مع وجود كمال الإيمان"5.
"فقالوا: كل فاسق فهو كامل الإيمان"6، وسيأتي مزيد بحث لهذا إن شاء الله – تعالى-.
وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج.
وبيان ذلك أن أهل السنة والجماعة "وسط في أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم بين الغالي في بعضهم، الذي يقول بإلهية أو نبوة أو عصمة، والجافي فيهم الذي يكفر بعضهم أو يفسقه، وهم خيار هذه الأمة"7.
فهم "وسط بين الغالية الذين يغالون في علي رضي الله عنه، فيفضلونه على أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، ويعتقدون أنه الإمام المعصوم دونهما، وأن الصحابة ظلموا، وفسقوا وكفروا الأمة بعدهم كذلك، وربما جعلوه نبياً