منه من النصر، والرزق الذي به يقوم دين الله"1.
وقد ضل في هذا الباب طوائف:
"فقالت طائفة: لا تخرق العادة إلا لنبي، وكذبوا بما يذكر من خوارق السحرة، والكهان، وبكرامات الصالحين، وهذه طريقة أكثر المعتزلة، وغيرهم كأبي محمد بن حزم، وغيره"2.
"وقالت طائفة: بل كل هذا حق، وخرق العادة جائز مطلقاً، وكل ما خرق لنبي من العادات يجوز أن يخرق لغيره من الصالحين، بل ومن السحرة، والكهان، ولكن الفرق أن هذه تقترن بها دعوى النبوة، وهو التحدي"3. وقد يقولون: إنه لا يمكن لأحد أن يعارضها بخلاف تلك، وهذا قول "جهم، ومن اتبعه من النفاة للحكمة، والأسباب في أفعال الله – تعالى –"4.
وممن ضل فيها أيضاً "المتفلسفة الملاحدة الذين يقولون: أسباب الآيات القوى الفلكية، والقوى النفسانية، والطبيعية"5.
والصواب ما تقدم من إثبات الكرامة لأولياء الله – تعالى-دون غيرهم، أما ما يكون للسحرة، والكهان، فليس من ذلك في شيء، فإنه يوجد "بين كرامات الأولياء، وما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة:
منها أن كرامات الأولياء سببها الإيمان، والتقوى، والأحوال الشيطانية سببها ما نهى الله عنه، ورسوله".
ومنها أن "الأحوال الشيطانية تبطل أو تضعف إذا ذكر الله،