الليث الحرب" 1، ومثله تذليل النفوس له، ومحبتها إياه، ونحو ذلك"2، ومن أمثلة هذا "قصة الذي عنده علم من الكتاب، وقصة أهل الكهف، وقصة خالد بن الوليد، وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي مسلم الخولاني، وأشياء يطول شرحها، فإن تعداد هذا مثل المطر، وإنما الغرض التمثيل بالشيء الذي سمعه أكثر الناس، وأما القدرة التي لم تتعلق بفعله، فمثل نصر الله لمن ينصره، وإهلاكه لمن يشتمه"3. و"كرامات الصحابة، والتابعين بعدهم، وسائر الصالحين كثيرة جداً"4.
الثالث: "ما هو من جنس الغناء عن الحاجات البشرية"5. وذلك مثل "الاستغناء عن الأكل، والشرب مدة"6.
وهذه الكرامات "إنما حصلت ببركة اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم"7، فهي من جملة الآيات الدالة على صدق الرسول الذي اتبعوه. فإن"من آيات الأنبياء ما يظهر مثله على أتباعهم، ويكون ما يظهر على أتباعهم من آياتهم، فإن ذلك مختص بمن يشهد بنبوتهم، فهو مستلزم له، لا تكون تلك الآيات إلا لمن أخبر بنبوتهم"، و"لهذا من السلف من يأتي بالآيات دلالة على صحة الإسلام، وصدق الرسول كما ذكر أن خالد بن الوليد شرب السم لما طلب منه آية، ولم يضره"8.
وبالجملة فهذه الكرامات التي تجري لأولياء الله، وعباده الصالحين إنما تكون "الحجة أو حاجة. فالحجة لإقامة دين الله، والحاجة لما لابد