إلا الله"1، فإن معنى التأويل هو "الحقيقة التي يؤول إليها الخطاب، وهي نفس الحقائق التي أخبر الله عنها"2، فتأويل "آيات الصفات يدخل في حقيقة الموصوف وحقيقة صفاته، وهذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله"3، فإن تأويل ما أخبر الله به عن نفسه هو "كنه ذاته، وصفاته التي لا يعلمها إلا الله"4.
ولقد اتفق السلف على نفي المعرفة بماهية الله، وكيفية صفاته5، ولا عجب فإن "العلم بكيفية الصفة فرع على العلم بكيفية الموصوف، فإن كان الموصوف لا تعلم كيفيته امتنع أن تعلم كيفية الصفة"6.
أما التمثيل فالمراد به التسوية بين الله – تعالى – وغيره فيما يجب، أو يجوز أو يمتنع 7، "فإن الرب – تعالى – منزه عن أن يوصف بشيء من خصائص المخلوق، أو أن يكون له مماثل في شيء من صفات كماله، وكذلك يمتنع أن يشاركه غيره في شيء من أموره بوجه من الوجوه"8.
و"نفي المثل عن الله، ونفي الشريك ثابت بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف"9، "مع دلالة العقل على نفيه"10. فالواجب إثبات الصفات، ونفي التمثيل، فإنه "لا ريب أن القرآن تضمن إثبات الصفات، ونفي مماثلة المخلوقات"11. بل جميع "الكتب الإلهية قد جاءت بإثبات صفات الكمال على وجه التفصيل مع تنزيهه عن أن يكون له مثيل"12.
ووجه الجمع بين التحريف، والتعطيل أن التحريف يفضي إلى