"أما الخوارج، والمعتزلة فإنهم أنكروا شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر من أمته، وهؤلاء مبتدعة ضلال مخالفون للسنة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولإجماع خير القرون"1. فإنهم قالوا: "من يدخل النار لا يخرج منها لا بشفاعة، ولا بغيرها"2، و"زعموا أن الشفاعة إنما هي للمؤمنين خاصة في رفع بعض الدرجات، وبعضهم أنكر الشفاعة مطلقاً"3. "وهذا مردود بما تواتر عنه من السنن في ذلك"4.

فتلخص لنا ما تقدم خمس شفاعات لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل الإيمان، "فيطلب منه الخلق للشفاعة في أن يقضي الله بينهم، وفي أن يدخلوا الجنة، ويشفع في أهل الكبائر من أمته، ويشفع في بعض من يستحق النار أن لا يدخلها، ويشفع في بعض من دخلها أن يخرج منها"5، والسادسة شفاعته "لأهل الطاعة المستحقين للثواب"6 في رفع درجاتهم، وقد تقدم بيان ما يختص به، وما يشركه فيه غيره.

ويخرج الله من النار أقواماً بغير شفاعة، بل بفضله، ورحمته. ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشئ الله لها أقواماً، فيدخلهم الجنة.

وبيان هذا أنه "لا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان، بل كلهم يخرجون من النار، ويدخلون الجنة، ويبقى في الجنة فضل، فينشئ الله لها خلقاً آخر يدخلهم الجنة كما ثبت في الصحيح عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015