وبيان هذا أنه ثبت في "الصحيح أنه إذا عبر أهل الجنة الصراط، وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا، ونقوا أذن لهم في دخول الجنة1، فلا يدخلون الجنة إلا بعد التهذيب والتنقية كما قال – تعالى-: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] "2. وهذا من الأسباب التي تندفع بها العقوبة عن المؤمنين في الآخرة3.
وأول من يستفتح باب الجنة محمد، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته.
وبيان ذلك أنه جاء في الصحيح من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك "4. وهذا من فضائله صلى الله عليه وسلم، ومما شرفه الله به وخصه5.
ومما خصه الله به، وأكرمه6 "الحديث الذي جاء في المسند عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها، وأكرمها على الله – عز وجل-" 7"8، "وهو حديث جيد"9.