وهذا يبين خطأ الأشاعرة1 حيث قالوا: "إن الله يرى من غير معاينة، ومواجهة"2. وهو"قول انفردوا به دون سائر طوائف الأمة، وجمهور العقلاء، على أن فساد هذا معلوم بالضرورة.

فالأخبار المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ترد عليهم كقوله في الأحاديث الصحيحة: " إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس، والقمر لا تضارون في رؤيته" 3. فشبه الرؤية بالرؤية، ولم يشبه المرئي بالمرئي، فإن الكاف حرف تشبيه دخل على الرؤية، وفي لفظ للبخاري: "يرونه عياناً "4، ومعلوم أنا نرى الشمس، والقمر عياناً مواجهة، فيجب أن نراه كذلك.

وأما رؤية ما لا نعاين، ولا نواجه فهذه غير متصورة في العقل فضلاً عن أن تكون كرؤية الشمس والقمر، ولهذا صار حذاقهم إلى إنكار الرؤية، وقالوا: قولنا هو قول المعتزلة في الباطن، فإنهم فسروا الرؤية بزيادة انكشاف ونحو ذلك"5.

وعلى كل حال: "فمن سمع النصوص علم بالاضطرار أن الرسول إنما أخبر برؤية المعاينة، وأيضاً فإن أدلة المعقول الصريحة تجوز هذه الرؤية"6.

وأما تشبيه رؤية المؤمنين ربهم برؤيتهم للشمس أو القمر صحواً ليس دونهما سحاب فلأنه "ليس في الموجودات المرئية في الدنيا أعظم من هذين، ولا يمكن أن يراهما الإنسان أكمل من الرؤية التي وصفها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015