الإسلام: إن معنى القرآن كلام الله، وحروفه ليست كلام الله"1 كما تقدم.
وعلم من كلامه أن الأقوال في هذه المسألة "ثلاثة أقوال"2 تقدم اثنان، وأما الثالث فهو أن الكلام على الإطلاق من غير إضافة إلى نفس، أو قلب، أو نحو ذلك اسم لمجرد الحروف، وهو قول لطائفة "من أهل الكلام، والفقه، والعربية"3.
فصل
وقد دخل أيضاً فيما ذكرناه من الإيمان به، وبكتبه، وبملائكته، وبرسله الإيمان بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة عياناً بأبصارهم كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة القدر لا يضامون في رؤيته.
وبيان هذا "أنه قد ثبت بالسنة المتواترة، وباتفاق سلف الأمة، وأئمتها من الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم من أئمة أهل الإسلام أن الله – سبحانه وتعالى – يرى في الدار الآخرة بالأبصار عياناً، وقد دل على ذلك القرآن في مواضع كما ذلك مذكور مواضعه، والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة متواترة في الصحاح، والسنن، والمسانيد"4، "وكذلك الآثار بها متواترة عن الصحابة والتابعين بإحسان"5.