الذي قام بحق الله وحق عباده، وهو غير المصلح؛ فالإصلاح وصف زائد على الصلاح؛ فليس كل صالح مصلحًا، فإن من الصالحين من همه هم نفسه، ولا يهتم بغيره، وتمام الصلاح بالإصلاح.
* * *
* قوله: "ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى":
* الأعلام: جمع علم، وهو في الأصل الجبل؛ قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الشورى: 32]؛ يعني: الجبال، وسمي الجبل علمًا، لأنه يهتدى به ويستدل به.
* و"أعلام الهدى": الذين يستدل الناس بهم ويهتدون بهديهم، وهم العلماء الربانيون؛ فإنهم هم الهداة، وهم مصابيح الدجى.
* والمصابيح: جمع مصباح، وهو ما يستصبح به للإضاءة.
* والدجى: جمع دجية، وهي الظلمة، أي: هم مصابيح الظلم، يستضيء بهم الناس، ويمشون على نورهم.
* قوله: "أولو المناقب المأثورة، والفضائل المذكورة":
* "المناقب": جمع منقبة، وهي المرتبة؛ أي: ما يبلغه الإنسان من الشرف والسؤدد.
* وأما "الفضائل"؛ فهي جمع فضيلة، وهي الخصال الفاضلة، التي يتصف بها الإنسان من العلم والعبادة والزهد والكرم