نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله! هذا خير ... " وذكر الحديث، وفيه: فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة؛ فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم".
* فإن قلت: إذا كانت الأبواب بحسب الأعمال؛ لزم أن يدعى كل أحد من كل تلك الأبواب إذا عمل بأعمالها؛ فما هو الجواب؟
فالجواب: أن يقال: يُدْعى من الباب المعين مَن كان يكثر من العمل المخصص له؛ مثلًا: إذا كان هذا الرجل كثير الصلاة، فيدعى من باب الصلاة، كثير الصيام من باب الريان، وليس كل إنسان تحصل له الكثرة في كل عمل صالح؛ لأنك تجد في نفسك بعض الأعمال أكثر وأنشط من بعض، لكن قد يمن الله على بعض الناس، فيكون نشيطًا قويًّا في جميع الأعمال؛ كما سبق في قصة أبي بكر رضي الله عنه.
* * *
وقد ذكرها المؤلف بقوله: "وله - صلى الله عليه وسلم - في القيامة ثلاث شفاعات".
* "له": الضمير يعود للنبي - صلى الله عليه وسلم -.