قال بعض السلف: لقد أنصفك من جعلك حسيبًا على نفسك.
* والكتابة في صحائف الأعمال: إما للحسنات، وإما للسيئات، والذي يكتب من الحسنات ما عمله الإنسان، وما نواه، وما هم به؛ فهذه ثلاثة أشياء:
- فأما ما عمله؛ فظاهر أنه يكتب.
- وأما ما نواه، فإنه يكتب له، لكن يكتب له أجر النية فقط كاملًا؛ كما في الحديث الصحيح في قصة الرجل الذي كان له مال ينفقه في سبل الخير، فقال الرجل الفقير: لو أن عندي مالًا؛ لعملت فيه بعمل فلان؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فهو بنيته؛ فأجرهما سواء" (?).
ويدل على أنهما ليسا سواء في الأجر من حيث العمل: أن فقراء المهاجرين لما أتوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: يا رسول الله! إن أهل الدثور سبقونا. فقال لهم - صلى الله عليه وسلم -: تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين ... فلما سمع الأغنياء بذلك؛ فعلوا مثله، فرجع الفقراء يشكون إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال لهم: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء (?)، ولم يقل: إنكم بنيتكم