عندهم حُكي بمرآة؛ كما يحكي الصدى كلام المتكلم.
أما العبارة؛ فيعني بها أن المتكلم عبر عن كلامه النفسي بحروف وأصوات خلقت.
فلا يجوز أن نطلق أنه حكاية أو عبارة، لكن عند التفصيل؛ قد يجوز أن نقول: إن القارئ الآن يعبر عن كلام الله أو يحكي كلام الله؛ لأن لفظه بالقرآن ليس هو كلام الله.
وهذا القول على هذا التقييد لا بأس به، لكن إطلاق أن القرآن عبارة أو حكاية عن كلام الله لا يجوز.
وكان المؤلف رحمه الله دقيقًا في العبارة حيث قال: "لا يجوز إطلاق القول"، بل لا بد من التقييد والتعيين.
* * *
* قوله: "بَلْ إذا قَرَأهُ النَّاسُ أوْ كَتَبوهُ فيٍ المَصاحِفِ؛ لَمْ يَخْرُجْ بِذلِكَ عَنْ أنْ يَكُونَ كَلامَ اللهِ تَعالى حَقيقَةً؛ فإنَّ الكلامَ إنَّما يُضافُ حَقيقَةً إلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئًا لا إلى مَنْ قالَهُ مُبَلِّغًا مُؤَدِّيًا".
* يعني: مهما كتبه الناس في المصاحف أو حفظوه في صدورهم أو قرؤوه بألسنتهم؛ فإنه لا يخرج عن كونه كلام الله.
* ثم علل ذلك، فقال: "فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئًا".
وهذا تعليل واضح؛ فالكلام يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئًا، أما إضافته إلى من قاله مبلغًا مؤديًا؛ فعلى سبيل التوسع؛