- أما أن هذا القول من شعار الجهمية، كأن الإمام أحمد يقول: إذا سمعت الرجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوق، فاعلم أنه جهمي.

- وإما أن يكون ذلك حين يريد القائل باللفظ الملفوظ به، وهذا أقرب؛ لأن الإمام أحمد نفسه فسره؛ قال: "من قال: لفظي بالقرآن مخلوق؛ -يريد القرآن-، فهو جهمي".

وحينئذ يتضح معنى قوله: "من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي"، لأنه أراد الملفوظ به.

ولا شك أن الذي يريد باللفظ هنا الملفوظَ به فهو جهمي، أما من قال: غير مخلوق؛ فالإمام أحمد يقول: مبتدع؛ لأن هذا ما عهد عن السلف، وما كانوا يقولون مثل هذا القول، يقولون: القرآن كلام الله؛ فقط.

* * *

* قوله: "وَأنَّ هذا القُرْآنَ الذي أُنْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - هُوَ كَلامُ اللهِ حَقيقَةً، لا كَلامُ غَيرِهِ".

* كرر المؤلف هذا؛ لأن المقام مقام عظيم، فإن هذه المسألة حصل فيها على علماءالمسلمين من المحن ما هو معلوم، وهلك فيها أمم كثيرة، ولكن حمى الله الحق بالإمام أحمد وأشباهه، الذين أبوا أن يقولوا إلا أن القرآن كلام الله غير مخلوق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015