ما استمتع بنعيم الجنة؛ لأنه ينظر إلى مدى قريب, فيخفى عليه شيء كثير منه.
اطلع من أعلى عليين إلى أسفل سافلين، فرآه في سواء الجحيم، قال يخاطبه: {قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}؛ وهذا يدل على أنه كان دائماً يحاول أن يضله, ولهذا قال: {إِنْ كِدْتَ} , وهذا يدل على أنه كان دائماً يحاول أن يضله, ولهذا قال: {إِنْ كِدْتَ}؛ يعني: إنك قاربت, و {إِنْ} هذه المخففة لا الثقيلة, {وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ} إلى آخر الآيات [الصافات: 54 - 58].
أقول: إن الناس سابقاً يمارون في مثل هذا؛ كيف يكون في أعلى مكان ويخاطب من ينظر إليه ويكلمه في أسفل مكان؟!
ولكن ظهرت الآن أشياء من صنع البشر؛ كالأقمار الصناعية، والهواتف التليفزيونية .... وغير ذلك؛ يرى الإنسان م خلالها من يكلمه وينظر إليه وهو بعيد.
مع أنه لا يمكن أن نقيس ما في الآخرة على ما في الدنيا.
إذاً؛ {يَنْظُرُونَ}: عامة: ينظرون إلى الله، وينظرون مالهم من النعيم، وينظرون ما يحصل لأهل النار من العذاب.
إذا قال قائل: هذا فيه إشكال!! كيف ينظرون إلى أهل النار ينكتون عليهم ويوبخونهم؟!
فنقول: والله؛ ما أكثر ما أذاق أهل النار أهل الجنة في الدنيا من العذاب والبلاء والمضايقة!!