والشاهد قوله: {رَبُّكَ مُوسَى}: فسر النداء بقوله: {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
فالنداء يدل على أنه بصوت، و {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}: يدل على أنه بحرف.
الآية العاشرة: قوله: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف:22].
{وَنَادَاهُمَا}: ضمير المفعول يعود على آدم وحواء.
{أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}: يقرر أنه نهاهما عن تلكما الشجرة, وهذا يدل على أن الله كلمهما من قبل، وأن كلام الله بصوت وحرف، ويدل على أنه يتعلق بمشيئته؛ لقوله: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا}؛ فإن هذا القول بعد النهي، فيكون متعلقاً بالمشيئة.
الآية الحادية عشرة: قوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:65].
يعني: واذكر يوم يناديهم، وذلك يوم القيامة, والمنادي هو الله عز وجل: {فَيَقُولُ}.
وفي هذه الآية إثبات الكلام من وجهين: النداء والقول.
وهذه الآيات تدل بمجموعها على أن الله يتكلم بكلام حقيقي، متى شاء, بما شاء, بحرف وصوت مسموع، لا يماثل أصوات المخلوقين.
وهذه هي العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة.