الآية السابعة والثامنة: قوله: {تبارك الذي نزل الفرقان}

- وأما التسبيح بلسان المقال، فهو عام كذلك، لكن يخرج منه الكافر، فإن الكافر لم يسبح الله بلسانه، ولهذا يقول تعالى: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر: 23]، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [الصافات: 159] فهم لم يسبحوا الله تعالى، لأنهم أشركوا به ووصفوه بما لا يليق به.

فالتسبيح بلسان الحال يعني: أن حال كل شيء في السماوات والأرض تدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن العبث وعن النقص، حتى الكافر إذا تأملت حاله، وجتها تدل على تنزه الله تعالى عن النقص والعيب.

وأما التسبيح بلسان المقال، فيعني: أن يقول: سبحان الله.

وقوله: {لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}:

هذه الصفات الأخيرة صفات ثبوتية، وسبق ذكر معناها، لكن {يُسَبِّحُ لِلَّهِ} صفة سلبية، لأن معناها، تنزيهه عما لا يليق به.

الآية السابعة والثامنة: وقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [الفرقان: 1 - 2].

{تَبَارَكَ}، بمعنى: تعالى وتعاظم.

و {الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ}: هو الله عز وجل.

وقوله: {الْفُرْقَانَ}، يعني به: القرآن، لأنه يفرق بين الحق والباطل، وبين المسلم والكافر، وبين البر والفاجر، وبين الضار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015